إن لأمراض العين أهمية بالغة في حياتنا الإنسانية
والأسرية حيث أن العين هي نعمة لا تقدر بثمن فالعين
من أكثر الأعضاء تعقيدا في الجسم ، وهي المسؤولة عن استقبال الضوء والإشارات للدماغ
، وهي تعمل مثل الكاميرا الطبيعية ممتدة للدماغ. وتتكون العين من طبقات عدة تمثل العدسة
والفيلم وغطاء العدسة في الكاميرا. وعلينا أن نتذكر أن أي جزء من العين معرض للمرض
وتنتشر أمراض العيون بين طلبة المدارس بنسبة ليست بسيطة إذ
بينت إحصائيات وزارة الصحة بعد إجراء فحوصات شاملة نفذتها مديرية الصحة المدرسية
معاناة الطلاب في المراحل الدراسية وبعض أمراض
العيون والتي قد تتسبب بحدوث إعاقات بصرية على المستوى البعيد.
حيث يحتل قصر النظر بين الطلبة
المرتبة الأولى ما بين الطلاب ويأتي في
المركز الثاني التهاب الملتحمة ومن ثم طول النظر ويليه الحول
وتكثف الصحة المدرسية نشاطاتها
في متابعة وكشف حالات الإعاقات البصرية لدى الأطفال تحديدا خصوصا وأن العين في هذه
الفئة العمرية تكون في تطور ونمو مستمرين وبالتالي يكون تأثير الأمراض على العين
أشد وقعا وأعمق أثرا عما لدى الكبار حيث تكون العين قد استقر نموها ويعتبر قصر
النظر من أكثر عيوب الإبصار شيوعا ، وللعين الطبيعية رؤية تامة ، حيث تعكس العدسة
والقزحية الضوء ليعطي الصورة على الجدار الخلفي الداخلي للعين الذي يدعى الشبكية.
وفي حالة قصر النظر يزداد العمق الداخلي للعين مما يوقع الضوء أمام الشبكية ويجعل
صورة الأجسام البعيدة لا تظهر بوضوح.
ويأتي الكسل البصري في مقدمة
الأمراض الأكثر شيوعا وينتج عن التأخر في تشخيص الأخطاء الإنكسارية مثل طول أو قصر
النظر والانحراف (الإستجماتزم) وبالتالي
عدم علاجها في الوقت المناسب مما يؤدي إلى التدني المستمر في الإبصار. وعادة ما
يبدأ قصر النظر في الطفولة وتزداد درجته تدريجيا أثناء النمو والمراهقة وتستمر عادة
مع اكتمال النمو عند سن الثامنة عشرة وأحيانا بعد ذلك. ويعنى قصر النظر أن المصاب
به يستطيع رؤية الأشياء القريبة بوضوح بدون نظارة ، ولكنه لا يستطيع رؤية الأشياء
البعيدة بوضوح ، وكلما زادت درجة قصر النظر يقل وضوح البعيد ويزداد سمك عدسات
النظارة المستخدمة.
يشار إلى أن الكشف عن الكسل
البصري عند الأطفال قد لا يكون بالأمر السهل سواء بالنسبة للوالدين وللتغلب على هذا المرض يجب اعتماد وسائل الكشف
المبكر عن طريق الفحص الروتيني الدوري لعين الطفل ومن الأجدى أن يتم فحص عين الطفل
على ثلاث مراحل قبل دخوله المدرسة ، الأولى عند إتمامه السنة الأولى من العمر ،
والثانية عند السنة الرابعة من عمره ، والثالثة قبل دخوله الصف الأول أي عند بلوغه
السادسة من عمره
وهناك أيضا التهاب ملتحمة العين
وهي الغشاء الذي يبطن السطح الداخلي للجفون ويغطى الجزء الأبيض من العين. ويكون
هذا الالتهاب إما بكتيريا أو فيروسيا أو نتيجة حساسية العين لمواد معينة. وهو معد
حيث يمكن أن ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر. ويتميز التهاب الملتحمة بحدوث احمرار
شديد بالعين لذلك يسمي ب"العين الحمراء .Red Eye"
ففي الأونه
الأخيرة كثر انتشار مرض التهاب الملتحمة الفيروسي فهنالك خطورة بالاستهانة في المرض، حيث ينتقل
الفيروس بسبب العدوى بين طلاب المدارس، وله عدة أنواع أخطرها
فيروسات تدخل مجرى العين، وتؤثر على مركز العين و الرؤية ، وتكمن
خطورته في إمكانية إصابة القرنية بالعمى
حيث أن المدارس أخطر أماكن انتشار العدوى، وأحيانا يصاحب الالتهاب بنزيف، وفي هذه الحالة تعطي قطرات لتهدئة الذي من علاماته احمرار بياض العين، ودمع العينين والإحساس بوخز الإبر أو الرغبة بالحكة، والإحساس بوجود رمل أو بانزعاج في العينين، أو التصاق الجفنين معا
وعن طرق الوقاية لا بد من عدم استخدام الأفراد المصاحبين للمريض أي أدوات يستخدمها المصاب، وتوخي النظافة لضمان عدم الإصابة بالعدوى، أو نقلها لشخص آخر، فهي تنتقل بسهولة من اليد إلى العينين، واستعمال مناشف أو فوط مستقلة، وغسل اليدين بعد لمس العنين أو غسلها، وغسل العينين بماء فاتر، أو بقطرات الدموع الاصطناعية
و من أجل مكافحة الإعاقة
البصرية بين أطفال المدارس لا بد من إجراء توعية ما بين طلبة المدارس وما بين
معلمي المدارس للفئات العمرية التي تتراوح ما بين 6-18 سنه وذلك بهدف التعريف بأمراض
العيون المختلفة وكيفية التخلص منها وتجنبها حيث أن 80% من أمراض العيون من الممكن تجنبها
إذا اتبعنا الطرق الوقائية البسيطة تطبيقا لمقولة( الوقاية خير من العلاج)
ومنها غسل الوجه عدة مرات يوميا, وعدم لمس العين بالأيدي وزيارة الطبيب بصفة
دورية لعمل كشف دوري و لا بد تنظيم مشروع لدورات تدريبية للأمهات والمدرسات
لتوعيتهن بالإعاقة البصرية وكيفية التصدي لها والمحافظة على سلامة العين
الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير
الطبي لمركز العيون الدولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق