لا يمكننا نكران الرفاهية والراحة التي استطاعت الحياة الحديثة أن
تؤمنها للبشر في مختلف المجالات,
ولكن لا بد أن يكون هناك مقابل لهذه الحياة المريحة التي لا يمكننا الاستغناء
عنها اليوم, وهي سلبيات التقنيات الحديثة التي غالباً ما تعود بالضرر على الصحة من جراء كثرة استعمالها.
وأكبر مثال على هذه الحالة هي أجهزة الكمبيوتر التي أصبحت جزءاً أساسياً
في كل بيت أو مكان للعمل, كما أن الاعتماد على استخدام الكمبيوتر أمر لا مفر منه سواء في مجالات العمل أو التسلية, ورغم ذلك فإن أجهزة الجسم البشري العضلية
والعظمية والبصرية لا تستطيع التكيف مع التوتر
والتعب الذي تتعرض له مع هذه الأجهزة المتطورة جداً.
من الأخطاء التي يقع فيها كثير من مستخدمي الحاسوب
(الكمبيوتر) تعرضهم لإجهاد العينين
واحمرارهما كلما طالت مدة جلوسهم أمام الشاشة، بدون مبالاة، معتبرين ذلك أمرا طبيعيا! ولا غرابة أن أجهزة الكمبيوتر تسبب إجهاد العين، فقد
أظهرت الدراسات أن
مستخدمي الكمبيوتر يميلون إلى التحديق في الشاشة المتوهجة ضوءا دون الرمش لفترات أطول
بكثير مما كان يفعل مستخدمو الآلات الكاتبة
وأن العديد من مستخدمي الكمبيوتر يجلسون وجها لوجه أمام الشاشة
وبالإضافة إلى ذلك، فإن شاشات الكمبيوتر تعكس قدرا كبيرا من الوهج من الأجسام اللامعة المجاورة
لها، حتى من ملابس المستخدم
نفسه
وهذا هو السبب في أن كثيرا من الناس المستخدمين له يعانون
من مشاكل العين بسبب الجفاف ومهما كانت مدة استخدام
الكمبيوتر، سواء ليوم أو لبضع ساعات
فقط في الأسبوع، فإن ذلك بعد فترة من الزمن سوف يسبب آلاما في الرقبة، واحمرارا في العين وآثارا مختلفة في كل جزء من الجسم تقريبا وهناك
خطوات يمكن لمستخدمي
الحاسوب (بل يجب عليهم) أن يتخذوها للحد من المضاعفات والسلبيات المترتبة على استخدام الحاسوب منها أجراء فحص دوري شامل للعين لمستخدمي الكمبيوتر،وذلك على الأقل مرة في السنة.
ولا بد من الابتعاد عن الشاشة بمسافة لا تقل عن 50 سم والجلوس
على كرسي ثابت ومريح وقابل للتعديل ولا
بد من التوقف عن العمل كل 20 دقيقة أو نحو ذلك، والنظر في إرجاء الغرفة، حتى يمكن للعينين التركيز على الأشياء البعيدة،على مسافة 20 متر على الأقل وهذا بمثابة تمرين للعين يساعد على منع إجهادها
ولتغير البعد البؤري لعدسة العين ولا بد من الانتباه بوضع جميع المواد التي
تستخدم على نفس المسافة، كما الشاشة، وهذا يقلل من إجهاد العين والرقبة ولا بد من وضع شاشة الحاسوب في زاوية 35 درجة اقل من مستوى العينين، وهذا يقلل
من الإصابة بالعين الجافة
ولا من مستخدمي الكمبيوتر من استخدام الدموع المصطنعة الخالية من المواد الحافظة بشكل متقطع خلال استخدام الكمبيوتر، وهذا يقلل من احمرار العين
وحساسيتها، فمعظم حالات
التعب الناتج عن الحاسوب ناجمة عن العين الجافة وللوقاية من ذلك
- وأخيرا، فلا بد من أخذ راحة أثناء استخدام الكمبيوتر، للمشي في الغرفة، ومحاولة عمل بعض المهام
غير الحاسوبية لمدة
15 دقيقة مثل الأعمال الرياضية كل ساعتين أو
ثلاث ساعات
فا"إجهاد الكمبيوتر للعين" لا يمكننا تصنيفه
تحت قائمة الأمراض الطبية،
لكنه هو بمثابة رد فعل لظروف بيئة العمل التي تتواجد فيها فعيناك هبه من الله فحافظ عليها
الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون
الدولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق