يعتبر الإدمان على
الكحول من أحد الأسباب التي تؤدي إلى إصابة العصب البصري بالضمور والتلف حيث
أجريت عليها دراسات كثيرة على مستوى
العالم منذ فترة طويلة على البلدان التي
تنتشر بها ظاهرة الإدمان الكحول إذ أظهرت
الدراسات بتأثير شرب الكحول على العين مما يخلق مشكلة ضمور العصب
البصري
فالضمور
البصري ( Optic
Nerve Atrophy ) هو
حالة بصرية توثر على الأعصاب التي تحمل النبضات من العين إلى الدماغ وكلمة ضمور تعنى إضاعة أو إهدار
ولا يعتبر الضمور
البصري مرضا بقدر ما هو إشارة لحالة أكثر خطورة
ناجمة عن تعرض الأعصاب البصرية للتلف نتيجة أمراض عديدة وقد تسبب هذه الحالة مشاكل في الإبصار
بما فيها العمى
يتكون
العصب البصري من ألياف عصبية تنقل النبضات إلى المخ وفى
حالة حدوث ضمور بصري ( Optic Nerve Atrophy ) يقوم شئ ما بالتدخل في قدرة الأعصاب البصرية على نقل هذه
النبضات إلى الدماغ بشكل سليم وقد يكون التدخل ناجم عن عوامل عديدة منها إصابة
العين بمرض المياه الزرقاء ( Cataract ) ·
إصابة
العين بانسداد في الشرايين البصرية ( Retinal Artery Occlusion ) وجود
التهاب العصب البصري الثانوي ( Secondary Optic Neuritis
) لمرضى التصلب المتعدد الذي يؤثر على الأعصاب
و الآن تم التوصل بدقة إلى سبب ضمور العصب البصري عند
المدمنين فهناك عدة عوامل منها مادة الكحول أو الايثانول
( Ethanol ) ومنها نقص الفيتامينات
الضرورية مثل B 12، B2، B6 والثايمين
( Tayman ) والتي تنتج عن سوء تغذية والأمراض التي تصيب
المدمن على الكحول، كذلك تأثير
الايثانول ( Ethanol ) المباشر على الخلايا العصبية وهذا
يؤدي إلى ضعف في
العصب البصري وغيره من الأعصاب مع حدوث ضمور عام في نسيج الدماغ
وللوراثة دورا للأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر في إحدى العينين أولا
ثم فئ الأخرى والتي تعرف باسم ليبر الوراثية ( Lieber ) للعصب الوراثي سوء تركيبة الأعصاب البصرية التي
تكون مشكلة
خلقية في الأساس إي ولدت مع صاحبها خلقية
وترتبط أعراض الضمور البصري
بحدوث تغيرات في الرؤية وتحديدا في وضوحها ومواجهة صعوبة في الرؤية المحيطة كما تؤثر على رؤية وتمييز الألوان وتؤثر إلى
انخفاض حدة الرؤية البصرية
من
المهم أن يخضع المريض إلى الفحص الدوري إذا كان يواجه أي مشاكل في بصره
ولاسيما المذكورة أعلاه وإذا تبين أن المريض يشكو من ضمور البصر فإننا نقوم بفحص عيون المريض
بواسطة جهاز فحص العين ويلقى نظرة على القرص البصري أي
المنطقة الموجودة في خلفية العين حيث يدخل العصب البصري وفى حالة الضمور البصري يكون هذا القرص باهت
اللون بسبب التغير الذي
طرا
على تدفق الدم في الأوعية الدموية عن طريق جهاز OCT و نقوم بإجراء
فحوصات أخرى
للرؤية
المحيطة والألوان وإذا اشتبه بوجود ورم أو تصلب في الأنسجة قد يضطر المريض إلى الخضوع للفحص بواسطة أشعة
الرنين المغناطيسى.( MRI
)
لا
يوجد علاج حقيقي للضمور العصب البصرى الكامل لذا فانه
من المهم إجراء فحوصات للعين بشكل منتظم وخاصة إذا كان للعائلة تاريخ مع أمراض العيون
كما يجب التوجه إلى فحص العين فور الشعور بأي
تغييرات في
الرؤية
يكون علاج الضمور النسبي الحديث بالتوقف عن تعاطي
الكحول أو تعويض الجسم بالفيتامينات الناقصة وبالذات B6، B12 بالحقن والحبوب التي تحتوي على الفيتامينات المختلفة والأملاح، ولكن في أغلب الحالات يحدث فيها تحسن
إذا كان التراجع بسيطاً وتم علاجها بسرعة، ولكن يحتاج المريض لعدة أسابيع إلى
شهر يتم من بعده التحسن.
وللأسف هذا هو نتيجة
الإدمان على الكحول بشكل عام أما أنواع الكحول الرديئة وما يضاف إليها من مواد أخرى في الغالب ضارة جداً
وقد تكون سامة مثل مادة الميثانول ( Mthanol ) التي
يستخدمها البعض بدلاً للايثانول ( Ethanol ) وبذلك تؤدي للوفاة في كثير من
الحالات
إن
مصير مرضى الضمور البصري
يعتمد
على سبب المشكلة فإذا كن السبب هو التهاب العصب البصري ( Optic Neuritis ) فعادة ما يستطيع المريض الاعتماد على الحقيقة وهى انه سوف يستعيد نظره في
النهاية المطاف عندما
يختفي
الالتهاب أما إذا كان السبب هو اعتلال العصب البصري فقد لا يتحسن النظر أبدا وإذا تم اكتشاف مرض المياه الزرقاء ( Glaucoma ) بوقت مبكر يمكن علاجه بنجاح وبالتالي ستقل فرصة
تفاقم الضمور البصري ( Optic Nerve Atrophy
) وبالمثل عندما تكتشف الأورام بوقت مبكر
يتم علاجها
سريعا
لتخفيف الضغط عن الضمور البصري وتجنب أي تلف إضافي يفقد النظر في العين لا قدر
الله
الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون
الدولي