الأربعاء، 29 مايو 2013

النظارات الطبية للاطفال






ابني لا يحب النظارات الطبية.   

يعاني بعض الأطفال من مشاكل في النظر تجعل من اللازم أن يستعين الطفل بنظارة طبية تساعده على رؤية الأشياء بوضوح وراحة، وقد يكون هذا الأمر مزعجاً لطفل إلى الحد الذي قد يجعله يرفض ارتداء النظارة الطبية، وهنا يأتي دور الأهل في تشجيعه على ارتداء النظارة..، فكيف تتعامل مع طفلك في حال رفضه لارتداء النظارة الطبية؟
في البداية دعونا نتحدث عن آلية معرفة الأهل بوجود مشاكل في الإبصار لدى طفلهم، ومتى يكون من اللازم أن يعرض الطفل على الاستشارة الطبية فهنالك بعض الأعراض التي قد يلاحظها الأهل على طفلهم تجعل من اللازم عرضه على طبيب العيون، وذلك عند ملاحظة الأهل بان الطفل يقرب الكتاب بشكل كبير جداً إلى عينيه عند القراءة. وعند ملاحظة بان الطفل  يحاول أن يغلق أو يغطي إحدى عينيه ويصر على استخدام إحدى عينيه دون الأخرى و عند ملاحظة بأن الطفل يجد صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة.وعند ملاحظة بان الطفل يجلس قريبا جدا من جهاز التلفاز بالإضافة إلى ذلك عند ملاحظة بان الطفل يغلق عينيه عند النظر إلى الأماكن البعيدة   ويعد الحول من علامات  وجود مشكلة في النظر من قصر أو طول بالنظر حينها يكون من الواجب المبادرة إلى مراجعة طبيب العيون.
وتوصف النظارات الطبية لبعض الأطفال الذين يعانون من عيوب في النظر، كالأطفال الذين يعانون من قصر النظر أو طول النظر المترافقة في بعض الأحيان بحالات الانحراف في النظر، ويعني طول النظر عدم قدرة الطفل على رؤية الأشياء القريبة بوضوح مع قدرته على رؤية الأشياء البعيدة، أما قصر النظر فهو عبارة عن عدم قدرة الطفل على رؤية الأشياء البعيدة مع القدرة على رؤية الأشياء القريبة. 
ونحن في دورنا كأطباء عيون لنا القدرة على تحديد فيما كان الطفل بحاجة إلى ارتداء النظارات الطبية أم لا، وفي حال تم إقرار وجوب النظارة الطبية ، فإنه يجب على الطفل أن يرتدي هذه النظارات ولا يجوز أن يتهاون الأبوان في ذلك، حيث أن لعدم ارتداء الطفل للنظارات المطلوبة نتائج وخيمة أهمها تدني قوة الإبصار لدى الطفل وتراجع الرؤية لديه مع الزمن بسبب إهمال علاج الحالة من البداية.
ولا ننسى هنا أهمية دور المدرسة والمعلم في متابعة الطفل وتشجيعه على ارتداء النظارات الطبية، حيث يجب إبلاغ المدرسة والمعلمين في حال قرر للطفل ارتداء  النظارات الطبية، وذلك لعظم الدور الذي تلعبه المدرسة في حياة الطفل، فيمكن للمعلم أن يجلس مع الطفل ويحاوره وينصحه بطريقة سلسة مقنعة بأهمية ولزوم ارتدائه النظارات، وفي حال لاحظ المعلم أي تقصير من الطفل في ارتداء النظارات عليه إبلاغ الأهل حتى يتم تدارك هذه المشكلة منذ بداياتها.
 و يوجد هنالك عدة أسباب تجعل الطفل يرفض ارتداء نظارات تصحيح البصر، وعلى الآباء أخذ جميع هذه الأسباب بعين الاعتبار، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

·   قد تكون النظارات التي يرتديها الطفل غير مريحة أو غير مناسبة؛ فبعض النظارات قد تكون ذات مقاس صغير لا تتلائم مع  وجه الطفل وتؤلمه من ناحية الأذنين أو من ناحية جانبي الرأس، أو قد تكون النظارة ذات مقاس كبير بحيث تنزلق من على أنف الطفل بشكل دائم., وهذا بنسبه 5 % من الامور التي يتعرض لها الطفل
·    قد يشعر الطفل أن ارتداء النظارة يجعله مختلفاً عن الآخرين، وهذا قد يسبب عزلة نفسية واجتماعية لديه.وهنا للأهل دور هام في تحبيب الطفل بارتداء النظارات الطبية وذلك بأساليب الإقناع العاطفي بالترغيب والتحبيب وأيضا بأساليب الترهيب المقنع للطفل وعدم استخدام أسلوب الضرب نهائيا مع الطفل وهذا بنسبه 7 % من الأطفال المعرضين لذلك
·  بعض الأطفال يشعرون بالضيق لمجرد وجود شيء غير معتادين عليه على وجوههم، وهؤلاء يحتاجون لفترة من الزمن حتى يعتادوا على ارتداء نظارات تصحيح البصر.

وعلى الآباء أن يحاولوا جاهدين بأسلوب اللين والسياسة إقناع أطفالهم بارتداء نظارات تصحيح البصر، ومما يمكن أن يساعدهم في البداية على ذلك هو ربط ارتداء الطفل النظارة بإحدى الأنشطة الممتعة للطفل مثل الذهاب إلى حديقة الألعاب أو مشاهدة فيلم أو القيام بنزهة؛ فتغري الأم طفلها بالقول: "سنذهب اليوم في نزهة ولكن بشرط أن ترتدي النظارات خلال هذه النزهة"، وإذا كانت الأم ترتدي النظارات فعليها هي أيضاً ارتدائها خلال النزهة، وإذا خلع الطفل النظارة خلال النشاط فعلى الأم أن تتوقف عنه.
وهنا يجب على الآباء أن يتنبهوا إلى عدم جعل الأمر يتحول إلى معركة بين الأهل والطفل..! لأن الطفل وبكل بساطة هو من سيربح هذه المعركة، فالأهل لا يستطيعون إجبار طفلهم على ارتداء النظارة ما لم يقتنع بالأمر أو على الأقل يعتاد عليه.ولا بأس أن يستعين الآباء بمعلم المدرسة لإقناع الطفل بالنظارة، وإذا كان له زملاء في صفه يرتدون النظارة فذلك يشجع الطفل على ارتدائها، وقد يواجه الطفل الذي يرتدي النظارة بعض المشاكل من تعليقات الأطفال والزملاء المحيطين به وهنا يأتي دور معلم المدرسة في توعية الأطفال إلى وجوب احترام مشاعر زميلهم، وبيان أن الأمر ليس عيبا أصلا حتى يسخر منه.
وفي الختام لا تنسيا أن طفلكما هو إنسان كامل ومتكامل، وهو على درجة عالية من الذكاء فلا تملا من أسلوب الحوار والإقناع معه، وحاولا أن تمسكا بأصل المشكلة حتى تستطيعا حلها، ولا بد في النهاية من أن يقتنع الطفل بما فيه مصلحته..، وبالتشجيع والإرادة تستطيعان مساعدة طفلكما على اجتياز هذه العقبة.
الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق