الأربعاء، 29 مايو 2013

النظارات الطبية للاطفال






ابني لا يحب النظارات الطبية.   

يعاني بعض الأطفال من مشاكل في النظر تجعل من اللازم أن يستعين الطفل بنظارة طبية تساعده على رؤية الأشياء بوضوح وراحة، وقد يكون هذا الأمر مزعجاً لطفل إلى الحد الذي قد يجعله يرفض ارتداء النظارة الطبية، وهنا يأتي دور الأهل في تشجيعه على ارتداء النظارة..، فكيف تتعامل مع طفلك في حال رفضه لارتداء النظارة الطبية؟
في البداية دعونا نتحدث عن آلية معرفة الأهل بوجود مشاكل في الإبصار لدى طفلهم، ومتى يكون من اللازم أن يعرض الطفل على الاستشارة الطبية فهنالك بعض الأعراض التي قد يلاحظها الأهل على طفلهم تجعل من اللازم عرضه على طبيب العيون، وذلك عند ملاحظة الأهل بان الطفل يقرب الكتاب بشكل كبير جداً إلى عينيه عند القراءة. وعند ملاحظة بان الطفل  يحاول أن يغلق أو يغطي إحدى عينيه ويصر على استخدام إحدى عينيه دون الأخرى و عند ملاحظة بأن الطفل يجد صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة.وعند ملاحظة بان الطفل يجلس قريبا جدا من جهاز التلفاز بالإضافة إلى ذلك عند ملاحظة بان الطفل يغلق عينيه عند النظر إلى الأماكن البعيدة   ويعد الحول من علامات  وجود مشكلة في النظر من قصر أو طول بالنظر حينها يكون من الواجب المبادرة إلى مراجعة طبيب العيون.
وتوصف النظارات الطبية لبعض الأطفال الذين يعانون من عيوب في النظر، كالأطفال الذين يعانون من قصر النظر أو طول النظر المترافقة في بعض الأحيان بحالات الانحراف في النظر، ويعني طول النظر عدم قدرة الطفل على رؤية الأشياء القريبة بوضوح مع قدرته على رؤية الأشياء البعيدة، أما قصر النظر فهو عبارة عن عدم قدرة الطفل على رؤية الأشياء البعيدة مع القدرة على رؤية الأشياء القريبة. 
ونحن في دورنا كأطباء عيون لنا القدرة على تحديد فيما كان الطفل بحاجة إلى ارتداء النظارات الطبية أم لا، وفي حال تم إقرار وجوب النظارة الطبية ، فإنه يجب على الطفل أن يرتدي هذه النظارات ولا يجوز أن يتهاون الأبوان في ذلك، حيث أن لعدم ارتداء الطفل للنظارات المطلوبة نتائج وخيمة أهمها تدني قوة الإبصار لدى الطفل وتراجع الرؤية لديه مع الزمن بسبب إهمال علاج الحالة من البداية.
ولا ننسى هنا أهمية دور المدرسة والمعلم في متابعة الطفل وتشجيعه على ارتداء النظارات الطبية، حيث يجب إبلاغ المدرسة والمعلمين في حال قرر للطفل ارتداء  النظارات الطبية، وذلك لعظم الدور الذي تلعبه المدرسة في حياة الطفل، فيمكن للمعلم أن يجلس مع الطفل ويحاوره وينصحه بطريقة سلسة مقنعة بأهمية ولزوم ارتدائه النظارات، وفي حال لاحظ المعلم أي تقصير من الطفل في ارتداء النظارات عليه إبلاغ الأهل حتى يتم تدارك هذه المشكلة منذ بداياتها.
 و يوجد هنالك عدة أسباب تجعل الطفل يرفض ارتداء نظارات تصحيح البصر، وعلى الآباء أخذ جميع هذه الأسباب بعين الاعتبار، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

·   قد تكون النظارات التي يرتديها الطفل غير مريحة أو غير مناسبة؛ فبعض النظارات قد تكون ذات مقاس صغير لا تتلائم مع  وجه الطفل وتؤلمه من ناحية الأذنين أو من ناحية جانبي الرأس، أو قد تكون النظارة ذات مقاس كبير بحيث تنزلق من على أنف الطفل بشكل دائم., وهذا بنسبه 5 % من الامور التي يتعرض لها الطفل
·    قد يشعر الطفل أن ارتداء النظارة يجعله مختلفاً عن الآخرين، وهذا قد يسبب عزلة نفسية واجتماعية لديه.وهنا للأهل دور هام في تحبيب الطفل بارتداء النظارات الطبية وذلك بأساليب الإقناع العاطفي بالترغيب والتحبيب وأيضا بأساليب الترهيب المقنع للطفل وعدم استخدام أسلوب الضرب نهائيا مع الطفل وهذا بنسبه 7 % من الأطفال المعرضين لذلك
·  بعض الأطفال يشعرون بالضيق لمجرد وجود شيء غير معتادين عليه على وجوههم، وهؤلاء يحتاجون لفترة من الزمن حتى يعتادوا على ارتداء نظارات تصحيح البصر.

وعلى الآباء أن يحاولوا جاهدين بأسلوب اللين والسياسة إقناع أطفالهم بارتداء نظارات تصحيح البصر، ومما يمكن أن يساعدهم في البداية على ذلك هو ربط ارتداء الطفل النظارة بإحدى الأنشطة الممتعة للطفل مثل الذهاب إلى حديقة الألعاب أو مشاهدة فيلم أو القيام بنزهة؛ فتغري الأم طفلها بالقول: "سنذهب اليوم في نزهة ولكن بشرط أن ترتدي النظارات خلال هذه النزهة"، وإذا كانت الأم ترتدي النظارات فعليها هي أيضاً ارتدائها خلال النزهة، وإذا خلع الطفل النظارة خلال النشاط فعلى الأم أن تتوقف عنه.
وهنا يجب على الآباء أن يتنبهوا إلى عدم جعل الأمر يتحول إلى معركة بين الأهل والطفل..! لأن الطفل وبكل بساطة هو من سيربح هذه المعركة، فالأهل لا يستطيعون إجبار طفلهم على ارتداء النظارة ما لم يقتنع بالأمر أو على الأقل يعتاد عليه.ولا بأس أن يستعين الآباء بمعلم المدرسة لإقناع الطفل بالنظارة، وإذا كان له زملاء في صفه يرتدون النظارة فذلك يشجع الطفل على ارتدائها، وقد يواجه الطفل الذي يرتدي النظارة بعض المشاكل من تعليقات الأطفال والزملاء المحيطين به وهنا يأتي دور معلم المدرسة في توعية الأطفال إلى وجوب احترام مشاعر زميلهم، وبيان أن الأمر ليس عيبا أصلا حتى يسخر منه.
وفي الختام لا تنسيا أن طفلكما هو إنسان كامل ومتكامل، وهو على درجة عالية من الذكاء فلا تملا من أسلوب الحوار والإقناع معه، وحاولا أن تمسكا بأصل المشكلة حتى تستطيعا حلها، ولا بد في النهاية من أن يقتنع الطفل بما فيه مصلحته..، وبالتشجيع والإرادة تستطيعان مساعدة طفلكما على اجتياز هذه العقبة.
الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي


الأحد، 26 مايو 2013

الرمد الربيعي (حساسية العين )




مع اقتراب فصل الربيع يظهر مرض يدعى  الرمد الربيعي و هو من  أشهر أمراض العيون الذي يعد من أحد أنواع أمراض الحساسية التي تصيب الملتحمة وهي الطبقة الشفافة التي تبطن الجفنين وتغطي الطبقة الصلبة (بياض العين) وينتشر هذا المرض عند سكان المناطق الحارة أكثر من المناطق الباردة، ويصيب الرمد الربيعي الذكور أكثر من الإناث في سن مابين 5-20 سنة ونادرا ما يبدأ قبل سن الخامسة أو بعد بلوغ العشرين وعادة يصيب الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للحساسية فقد وجد أن حوالي 70% من مرضى الرمد الربيعي لديهم تاريخ عائلي لأحد أمراض الحساسية مثل الربو أو حساسية الجلد أو حساسية الجيوب الأنفية.
وتتميز نوبات الرمد الربيعي بتكرّرها في مواسم معينة عادة ما تكون في الربيع وأوائل الصيف ويجب معرفة أن مرض الرمد الربيعي غير معدٍ إطلاقا وعادة ما تختفي أعراض المرض عندما يكبر الشخص.

وتتشابه أعراض مرض الرمد الربيعي مع أعراض بعض أمراض العيون الأخرى مثل التراخوما وحساسية العين التي قد تصاحب لبس العدسات اللاصقة ومن تلك الأعراض:

حكة في العينين: وهي أهم مؤشر على وجود الرمد الربيعي حتى إنه من الممكن أن يقال إذا لم توجد حكة فإنه لا يوجد رمد ربيعي وسبب هذه الحكة إفراز مادة تسمى الهيستامين (Histamine) .

إفرازات مخاطية صفراء أو بيضاء اللون تتكون على شكل خيوط لزجة.

إحساس بوجود جسم غريب في العين.

زيادة في الدموع واحمرار في العينين.

هبوط الأجفان العلوية.

عدم القدرة على تحمل الضوء.

ضعف النظر في حالات متقدمة وذلك نتيجة التهابات أو تقرحات في القرنية.

و عند الكشف على المريض يلاحظ وجود حبيبات وحويصلات في طبقة الملتحمة في الجفن العلوي ونادرا ما توجد في الجفن السفلي وإذا وجدت فهي تصاحب وجود حبيبات في الجفن العلوي ، كما قد يلاحظ احمرار في العينين ووجود طبقة بيضاء حول القرنية وقد يتغير لون الجزء الأبيض من العين (المحيط بالقرنية) إلى اللون البني أو الرمادي، وعندما تشتد الحالة ويثقل الجفن بحمل هذه الحبيبات يظهر هبوط في مستوى الجفن كما قد تظهر في الحالات المتقدمة بعض التغيرات في سطح القرنية مثل بعض التقرحات أو العتامات التي قد تسبب ضعف النظر. كما أن إصابات القرنية بهذه التغيرات تحصل في نسبة ضئيلة جدا من الحالات. حيث أن 20 % من الأشخاص المصابين بالقرنية المخروطية عرضة بالإصابة بالرمد الربيعي 
و نستطيع كأطباء عيون  تشخيص الحالة عند مشاهدة العلامات التي ذكرت آنفا كما قد يلجأ لأخذ مسحة من الملتحمة لفحصها في المختبر حيث تشاهد بعض الخلايا التي يتميز بها مثل هذا النوع من الحساسية وبذلك يمكن تمييز الحالة من بعض الأمراض الأخرى التي تشابهها في الأعراض.

و توجد وسائل عديدة للتخفيف من أعراض الرمد الربيعي منها:

الكمادات الباردة: حيث تساعد على تخفيف الحكَّة واحمرار العين ويتم ذلك بوضع كمادات باردة على جفن العين لمدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة لعدة مرات يوميا.

قطرات مضادة للهيستامين.

قطرات أخرى تمنع إفراز مادة الهيستامين من الخلايا.

قد يساعد الانتقال من منطقة حارة إلى منطقة باردة للتخفيف من حدة المرض أو الشفاء منه ، كما يفيد الابتعاد عن الأشياء التي تسبب الحساسية مثل الغبار والأتربة والنباتات والزهور وغيرها في التقليل من نوبات المرض.

في الحالات الشديدة التي لا تستجيب لطرق العلاج الأخرى قد نلجئ لإعطاء بعض القطرات التي يحتوي تركيبها على أحد مركبات الكورتيزون ، لكن يجب إدراك أن استعمال هذه القطرات لفترات طويلة قد يسبب مضاعفات خطيرة للعين لحدوث الماء الأبيض أو ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما) لذلك يجب استعمال هذه القطرات فقط تحت إشراف أخصائي العيون وعدم تكرار استخدامها أو شرائها من الصيدليات دون استشارة طبيب العيون.

و هنالك عدد من الطرق العلاجية المثمرة للوقاية من هذا المرض ومضاعفاته ومنها ( 1 ) المواضبة على استخدام الكمادات الباردة وعدم استخدام الماء الساخن لغسل الوجة . ( 2 ) استخدام النظارات الشمسية حيث أن الأشعة فوق البنفسجية تزيد من شدة المرض . ( 3 ) استخدام قطرات مادة الخلين SODIUM CROMOGLICATE وهذه القطرات مأمونة ولا تحتوي على مادة الكورتزون وتعمل على إيقاف إفراز المواد التي تثير حساسية العين عند استخدامها لفترة طويلة قبيل موسم الحساسية علما بأن بداية تأثيرها قد تتجاوز الأسبوعين وينصح باستخدامها قبل وأثناء فصل الربيع وفي فصل الخريف كل عام أي من بداية شهر فبراير وحتى نهاية شهر مايو ومن بداية شهر أغسطس حتى نهاية شهر نوفمبر بواقع قطرة في كل عين أربع مرات يوميا.

ويعاني الأشخاص المصابون بحساسية العين وخصوصا الرمد الربيعي من وجود حكة شديدة بأعينهم ومن ثم يلجؤون الى دعك أعينهم بشدة ولفترات طويلة وقد ثبت علميا بأن دعك العيون بشكل متكرر قد يؤدي الى حدوث القرنية المخروطية خصوصا لمن لديهم الاستعداد لهذا المرض لذلك يجب تجنب دعك العيون ويمكن تقليل الشعور بالحاجة إلى دعك العيون باستخدام الكمادات الباردة واستخدام القطرات الواقية من الرمد الربيعي.

الدكتور اياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

السبت، 25 مايو 2013

العيون .. لغتها و اسرارها





من منا لا يعشق العيون ويعشق كل ما يفيض منها من حب وحنان وتصريح صادق بما في القلب لا يشوبه الكذب أو الخداع قد يستطيع الإنسان أن يزيف ويكذب في حديثه لكن هناك ما يفضحه ويجعل من أمامه يعرف أن ما قاله ليس بالصحيح كله بل يشوبه بعض الكذب

فعندما تتحدث إلى غيرك لا تركز نظرك على شفتيه أو حركة يديه بل اجعل عيناك أمام عيناه أو اجعلها تمتزج بها حتى تبحر في بحر من الغرابة والجمال والنقاء .وسوف تنقاد لك جميع أحاديثه وعواطفه ومشاعره دون علمه وحتى لو كان بعلمه فليس بيده شي .واخص بحديثي المحبين والعشاق .فالعيون دور كبير في معرفة ما يخالج شعور العاشق لمعشوقة والمحب لمحبوبة.

وأنا أرى من وجهة نظري أن لا جمال في الدنيا أجمل من جمال العيون وعلى ما تحويه من حب ولهفه وشوق.وهذه وجهة نظر والكل له حقبه الاختيار في ما يعجبه ويروق له ولكن اعتقد أن لا احد منكم سوف يقول غير ذلك

نعم إن العيون ليست وسيلة فقط لرؤية الخارج بل هي وسيلة بليغة للتعبير عما في الداخل أي ما في النفوس والقلوب ونقله للخارج

فهناك النظرات القلقة المضطربة وغيرها المستغيثة المهزومة المستسلمة ، وأخرى حاقدة ثائرة  وأخرى ساخرة ، وأخرى مصممة ، وأخرى سارحة لا مبالية ، وأخرى مستفهمة وأخرى محبة ، وهكذا تتعدد النظرات المعبرة وقد سمى القرآن بعض النظرات ( خائنة الأعين )
 
والإنسان في تعامله مع لغة العيون يتعامل معها كوسيلة تعبير عما في نفسه للآخرين ، وكذا يتعامل معها كوسيلة لفهم ما في نفوس الآخرين إذ لا بد من أن تكون عيناك مرتاحتين أثناء الكلام مما يشعر الآخر بالاطمئنان إليك والثقة في سلامة موقفك وصحة

لقد قام علماء النفس بالكثير من التجارب للوصول إلى معرفة دلالات حركات العيون عما في النفوس ، ورحم الله ابن القيم الذي قال : إن العيون مغاريف
القلوب بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها

 فان النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار: يعني أن الإنسان يعبر عن صور داخلية في الذاكرة وإن كان يتكلم وعيناه تزيغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشئ صوراً داخلية ويركبها ولم يسبق له إن  رآها



أما إن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو ينشي كلاماً لم يسبق أن سمعه
وإن نظر لجهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية
وإن نظر لجهة اليسار من الأسفل فهو يستمتع إلى نفسه ويحدثها في داخله كمن يقرأ مع نفسه مثلاً و هذا في حالة الإنسان العادي ، أما الإنسان الأعسر فهو عكس ما ذكرنا تماما فللعيون  أنواع ومعاني ومنها:

العين الناعسة فهي الخجولة التي لا خبث فيها ولا دهاء ولا غباء ، وتعبر عن الاستسلام والرضوخ والطيبة ، وتدل على اللامبالاة والسكون السلبي وقبول الأمر الواقع بلا جدال أما
العين المخدرة فهي عين تائهة حائرة حزينة ترتسم عليها علامات الأرق ، وتدل على أن صاحبها يهزم بلا مقاومة ، ولا يعتمد عليه مطلقاً لأنه يضر أكثر مما ينفع وهنالك العين الثعلبية
فيها دهاء ومكر ولؤم ، وكأنها عين صقر يوشك أن ينقض على فريسته ، وتدل على ذكاء ممزوج بدهاء ، وصاحبها شعلة نشاط يركن إليه في الأعمال الخطيرة التي تتطلب حسن تصرف  وهو شخص جامد لا يعرف المجاملات بالإضافة إلى العين الغائرة والتي
كأنها مختبئة وتحيط بها هالة قاتمة تنظر بترقب وحدة غامضة ، تدل على أن صاحبها إما حاقد ومعقد نفسياً من كثرة الهموم ،أو مظلوم لا يملك قوة ترد عنه الظلم ومغلوب على أمره
فالعين النمرية أو الصارمة يكون صاحبها ثابتاً في نظرته ، لا بسمة فيها ولا حزن بل الصرامة وعدم الانكسار والثقة القوية بالنفس ، وتدل على الجدية في العمل والدقة وعدم المجاملة وهنالك العين الطيبة فهي أجمل العيون وأكثرها راحة ، تنطق بالصفاء والنقاء والوفاء ، وتدل على طيبة قلب صاحبها وثقته وحسن ظنه ونقاء سريرته ، وصاحبها يتعب في حياته لأنه يثق في كل الناس ، وهو عاقل ينشد المثالية ويحب الهدوء و السلام ويوجد
العين الضاحكة فهي الصافية المبتسمة كأنها عيون طفل ، تتسم بالبريق وتدل على نقاء النفس والمحبة والقبول صاحبها قليل الهم سعيد الحال مرهف الحس محبوب من الكل ويوجد نوع وهو
العين الصفراء فهي العين الباهته الممزوجة بصفرة وغشاوة ، غير مركزة في نظراتها ، وكأن صاحبها مصاب بمرض كبدي أو في العين نفسها وذلك بما اكتسب من ملامح الحسد واللؤم ، ولا يفسح مجالاً للتفاهم ويحمل غلاً ،لذا نقول على من يحمل مثل هذه الصفات إنسان صفراوي بالإضافة إلى العيون الجريئة فهي متسعة الحدقة ، ثابتة النظرة ،قوية ،وتدل على الإنطلاق والتحرر مع طيبة القلب ، صاحبها شجاع ، ونادراً ما ترتع عيناه أثناء الكلام ، يحب المزاح ، مخلص لمن يحبه ويقسى على من يعاديه مثال العين الشريرة
هي جاحظة غير مستقرة ، تعلوها مسحة الكبر والتعالي وتدل على عقدة النقص ، صاحبها أسود القلب لا يرحم ، وهو في الحقيقة جبان ولا يؤتمن ، معقد وحقود أما
العين الغمازة فهي كثيرة الحركة والالتفات ، فتدل على كثرة اللمز والغمز ، تترجم ما يجول بخاطر صاحبها وما يضمره من استخفاف لمن ينظر إليه ، وهو يفتقد الشجاعة ويمتلك الأنانية والتعالي والسخف فالعيون المنكسرة هي العين المغمضة أغلب الأحيان عليها مسحة حزن وندم لحرمان أو تأنيب ضمير ولوعة في النفس على فقدان شيء غالي ، فالإحساس بالذنب يكسر العين

 إما العين البريئة فيها ثبات مع صفاء الحدقة وابتسامة المنظر مع البراءة المتمثلة في الشكل العام وتشعر بمحبة صاحبها والاطمئنان إليه ، وتدل على طيبة قلبه ،وفي بعض الأحيان يكون ساذجاً مما يسهل الضحك عليه من قبل المخادعين وهنالك العين الحنونة
كأنها عين أم حنون على طفلها ، فيها مسحة الشفقة والرحمة ورقة الإحساس ، وفيها شفافية وتدل على الصدق والإخلاص والحب الصافي ، وعلى الحرص والإيثار والتضحية ، تطمئن القلب وتفرح النفس وتزرع الثقة وهنالك أبضا العيون الجاحظة التي
تعبر عن ثورة أو خوف أو إعجاب ، فهذا الجحوظ يعبر عن مشاهدة أو سماع شيء مثير حزناً أو فرحاً ، وتدل على أن صاحبها مفرط الحساسية تجاه ما يراه ، ولا يجد وسيلة للتعبير إلا عينيه ، فهو طيب لا يعرف الخبث ولا اللؤم


فمهما اختلفت أنواع العيون ودلالاتها إلا أنها مراه النفس و الروح تعكس ما يلوج بها لتخاطب الغير فالعين تعكس ما بالجهاز العصبي العاطفي  فلا تدع تلك المرأة مهمله مهما عكست لك من صور فحافظ عليها لأنهما هبه من الله


الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون والمدير الطبي لمركز العيون الدولي

الأربعاء، 22 مايو 2013

خيارات حديثة أكثر أمانا في علاج «القرنية المخروطية»


قرنية مخروطية


من المعروف أن أنسجة القرنية الضعيفة لا تستطيع التماسك والاحتفاظ بشكلها الطبيعي، فهي تبدأ في التمدد في سن المراهقة، ويستمر هذا التمدد لدى نسبة من مرضى القرنية المخروطية (نحو 20 في المائة) حتى تصل إلى مرحلة لا بد فيها من التدخل لعلاجها.فهذا الموضوع يقلق البعض من الأشخاص المصابين بالقرنية المخروطية.

حيث يوجد لدى الجسم نظام داخلي لمقاومة هذا التمدد ومنعه من إحداث ضرر داخل العين، وهو قد ينجح في بعض الأحيان في إيقاف تدهور هذا المرض.هذا النظام الداخلي يسمى «كروس لينكنج»، فالأنسجة يرتبط بعضها ببعض بروابط تسمى «كروس لينكس»، وعند زيادة هذه الروابط فإن تماسك الأنسجة يزداد، وهناك عوامل تساعد على زيادة تكون هذه الروابط الداخلية منها السن، فقد وُجد أنه كلما تقدم الإنسان في العمر ازداد تكون هذه الروابط الداخلية، وهذا ما يفسر توقف المرض عند سن الأربعين

عامل آخر يساعد على زيادة تكون الروابط الداخلية، هو ارتفاع نسبة السكر داخل الأنسجة، وهذا ما يفسر انخفاض نسبة القرنية المخروطية بين مرضى داء السكري للصغار مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.

فكرة العلاج لمرضى القرنية المخروطية تتلخص في تشبيع أنسجة القرنية بمادة الرايبوفلافين (Riboflavin) وذلك لمدة نصف ساعة يتم خلالها تقطير هذه المادة على سطح العين بكثافة (نقطة كل عدة دقائق لمدة نصف ساعة)، بعد ذلك يتم تسليط الأشعة فوق البنفسجية (Ultra violet rays) الترا قيوليت رايز على سطح القرنية لمدة نصف ساعة أخرى فيحدث تفاعل بين الأشعة والمادة الكيميائية يؤدي إلى تقوية الروابط بين الأنسجة، وبالتالي يزداد تماسك القرنية.


إذن نحن أمام عملية ليس الهدف منها تخليص المريض من عناء لبس النظارة والعدسة بقدر ما تهدف لإيقاف الضعف التدريجي الذي يصيب القرنية المخروطية، وتحاول مساعدة المريض على أن يتمتع برؤية جيدة وتعالجه قبل أن تستفحل حالته.
أمر آخر ينبغي مراعاته عند الحديث عن عمليات «كروس لينكنج» وهو ضرورة توافر باقي الشروط المطلوبة لنجاح العملية وأهمها ألا تقل سماكة القرنية عن 400 ميكرون، وأن تخلو من عتامات أو سحابات أو جفاف شديد.

ومدى إمكانية الجمع بين الليزر والـ«كروس لينكنج» بحيث يتم تصحيح الانحراف غير المنتظم بواسطة الليزر (الإكزيمر ليزر) ويتم إيقاف تقدم القرنية المخروطية باستخدام الـ«كروس لينكنج» ، ومن هنا نستطيع القول إن الـ«كروس لينكنج» هو علاج ضوئي كيميائي يهدف إلى تماسك القرنية وزيادة صلابتها، وهو العلاج الأحدث والأكثر أمانا للقرنية المخروطية المبكرة.

ويوجد طريقة أكثر أمان لعلاج القرنية المخروطية وهي زراعة حلقات بلاستكية  وتتلخص فكرة هذا العلاج في أن زراعة هذه الحلقات داخل القرنية ولهذا النوع من العلاج ومزايا منها سهولة إزالة هذه الحلقات عند الحاجة لذلك تقليل تدهور القرنية، وبالتالي تأخير الحاجة إلى إجراء زراعة القرنية
.

وعلى الرغم من أن الحلقات لا تعتبر علاجا جذريا لمشكلة القرنية المخروطية، فإن هناك شريحة من المرضى يمكن أن تستفيد من هذا البديل، خصوصا عندما يتقدم المرض بالقرنية المخروطية ويصعب علاجها بالنظارات أو العدسات الصلبة ونصبح أمام خيارين أحلاهما مر، الأول زراعة القرنية وهي عملية كبيرة وتحتاج إلى وجود نسيج طبيعي لمريض حديث الوفاة، والثاني زراعة الحلقات والتي قد تؤخر المرض كثيرا فتركيب الحلقات يمكن أن يتم، وقد ينجح في إيقاف تطور القرنية المخروطية، وبالتالي يتمتع المريض برؤية معقولة حتى ولو بمساعدة النظارة، ويتجنب الوصول إلى مرحلة زراعة القرنية والتي كما أسلفنا تحتاج إلى وجود نسيج حي من متبرع، ويحتاج إلى متابعة طويلة قد تمتد لأكثر من سنة قبل الوصول إلى مرحلة الشفاء الكامل فهناك شريحة كبيرة  من مرضى القرنية المخروطية قد يستفيدون من هذه الحلقات وبالتالي تجنبهم مخاطر وتعقيدات زراعة القرنية 

الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

الثلاثاء، 21 مايو 2013

الغذاء الأفضل لصحة العينين والوقاية من أمراض شيخوخة العين




في مواجهة كل ما تتعرض له أعيننا من تلوث، وتقلبات الطقس، وشدّة الأضواء، إضافة إلى الإجهاد والتقدُّم في السن، لابدّ لنا من تأمين الغذاء الصحي لها. فالغذاء المناسب الذي يؤمن للعينين العناصر المحددة التي تحتاج إليها، والتي يمكن أن يسهم في وقايتها من الأمراض.
من الثابت علمياً، أنّ لنمط التغذية تأثيراً مباشراً في وظائف العين.  فمثلها مثل بقية خلايا الجسم، تتشكل خلايا العين وتتطور، انطلاقاً من العناصر المغذية التي نتناولها عن طريق الأطعمة المختلفة. والواقع أنّ خلايا العين نَهِمَة، تستهلك الكثير من هذه العناصر، خاصة المفضلة لديها، وهي مضادات الأكسدة والدهون غير المشبعة. وإذا كان النظام الغذائي المتّبع متنوعاً وغنياً بالخضار والأسماك الدهنية، تسير الأمور على أحسن ما يُرام بالنسبة إلى العينين. أمّا إذا كان هذا النظام يعتمد على السكريات والدهون السيئة، والمشروبات الغازية، والأطعمة المقلية، فستضطر العينان إلى تشكيل خلاياهما، انطلاقاً من العناصر المتوافرة لديها. وليس من المستغرب في هذه الحالة، أن تبدأ خلايا الشبكية، التي تشكلت من عناصر الوجبات السريعة الجاهزة، بإظهار نقاط ضعف على المدى البعيد.
من جهة ثانية، نجد أنّ التقلّبات المتواصلة في نسبة سكر الدم، تسهم في الإصابة باعتلال الشبكية الذي ينتشر في صفوف الكثير من المصابين بالسكري. والنصائح الصحية واضحة هنا، إذ يتوجب قدر الإمكان، الاستعاضة عن السكريات والأطعمة الخاضعة لعمليات تصنيع وتقشير، بأطعمة كاملة ذات مؤشر تحلون منخفض، مثل البقوليات (العدس، الحمص، الفاصولياء)، والحبوب الكاملة. كذلك يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بفيتامينات "
A" و"C" و"E" المضادة للأكسدة. هذه الفيتامينات المعروفة بقدرتها على مكافحة أعراض الشيخوخة على مستوى الجلد، تسهم أيضاً في الحفاظ على صحة العينين. فمن شأنها أن تساعد على الوقاية من إعتام عدسة العين (الماء الأزرق)، وعلى تقوية النظر نهاراً وليلاً، وفي مكافحة التأكسد وترسُّب الدهون على الشبكية، وهو أحد أعراض التنكس البقعي المرتبط بالتقدُّم في السن.* الكاروتينويدز لمكافحة التنكس البقعي والماء الأزرق: إضافة إلى الفيتامينات المذكورة، يركز البحّاثة اليوم، على مادتي اللوتين والزياكسانثين. وهما موجودتان بكثرة على مستوى البقعة الشبكية، حيث تتلقّى هذه الأخيرة، القسم الأكبر من الأشعة الشمسية. وتقوم المادتان المذكورتان (وهما تنتميان إلى عائلة الكاروتينوديز)، بامتصاص الأشعة الزرقاء الأكثر إضراراً بالعين. وكلّما كان النظام الغذائي غنياً باللونين وبالزكسانثين، ازدادت كثافة الصباغ البقي، وتحسّنت عملية امتصاص الأشعة.و أنّ تناول 6 ملغ من اللوتين يومياً، يخفف إلى حد كبير من إمكانية الإصابة بالتنكّس البقعي، الذي يُعتَبَر واحداً من أبرز أسباب الإصابة بالعمَى. من هنا ضرورة تناول كميات وفيرة من السبانخ والملفوف الأخضر، وهما أفضل مصدرين لمادة اللوتين، إذ تحتوي مئة غرام من الملفوف الأخضر على 22 ملغ من اللوتين، بينما تحتوي كمية مماثلة من السبانخ على 10 ملغ منه.

أما بالنسبة إلى الزياكسانثين، المتوافر هو أيضاً في الخضار نفسها، فقد تبيَّن أنّ وجوده بوفرة في البلازما يسهم في التخفيف من خطر الإصابة بالتنكس البقعي بنسبة 93%، ومن خطر الإصابة بالماء الأزرق بنسبة 47%، مقارنة بحالات توافره بكميات ضئيلة.
ومن جهته يلعب البيتاكاروتين دوراً في الوقاية من التنكس البقعي، وذلك عن طريق مكافحته لتأثير الجزئيات الحرة الضارة على مستوى الشبكية. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن تناول أقراص من البيتاكاروتين وفيتاميني "
C" و"E" والزنك، تسمح بوقف تفاقم المرض لدى المصابين به وغني عن الذكر، أنّ الأفضل هو الامتناع عن التدخين، فهو يؤدّي إلى الشيخوخة المبكرة للجلد والعينين، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالتنكس البقعي بمعدل خمسة أضعاف. ويوجد مضاد أكسدة آخر من عائلة الكاروتينويدز، اسمه انثوسيانز، وهو الذي يمنح التوت وثمار العلّيق الأُخرى لونها الداكن، وهو يعزز إنتاج الرودوبسين. ويعتبر هذا الأخير ضرورياً للرؤية الليلية، فهو يسمح للشبكية بالتأقلم بشكل أفضل مع التغيُّرات الضوئية ومع الظلمة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ثمار العليق تحتوي أيضاً على الفلافونويدز، التي تعزز مقاومة الأوعية الدموية، ما يعزز بدوره من وصول كميات كافية من العناصر الغذائية الضرورية لصحة العينين.
* أحماض "أوميغا/ 3" الدهنية لتجديد خلايا الشبكية: مثلها مثل كل خلايا الجسم، تتجدّد خلايا الشبكية باستمرار. وهي تتميّز عن غيرها بغناها بأحماض "أوميغا/ 3" الدهنية، التي لا يمكن للجسم أن يُنتجها بنفسه. وكلما ازداد تركيز هذه الدهون في الشبكية، زادت سرعة تشكل الصور عليها، وتحسنت قوة النظر ودقته.
وتتميّز أحماض "أوميغا/ 3" الدهنية أيضاً بكونها مضادة للالتهابات، كما أنها تكافح جفاف العينين. وتؤكّد الدكتورة جارشيه، أنّ خطر الإصابة بالتنكّس البقعي يتراجع بشكل ملحوظ عندما يحتوي النظام الغذائي على الزيوت النباتية والمكسرات، خاصة الأسماك الدهنية بمعدل مرتين أو أكثر في الأسبوع، وهي تشدد على ضرورة التوازن بين الأحماض الدهنية المختلفة. فالأطعمة الرائجة تحتوي على كميات كبيرة من أحماض "أوميغا/ 6"، مقابل كميات ضئيلة من أحماض "أوميغا/ 3". والواقع أن كثرة أحماض "أوميغا/ 6" مُضرَّة بالصحة، وتَعوق استفادة الجسم من أحماض "أوميغا/ 3" بالشكل المطلوب. وهذا يعني وجوب الحد من كمية زيت دوار الشمس، الغني جداً بأحماض "أوميغا/ 6"، والاستعاضة عنه بزيوت مثل زيت الكولزا أو الصويا.
إنّ الحفاظ على صحة العينين، يستلزم تناولنا الأطعمة ذات الألوان الطبيعية المتنوعة الغنية بمضادات الأكسدة، التي تساعد على الوقاية من أمراض العين والعمَى. فالأطعمة ذات اللون البرتقالي، مثل الجزر والبطاطا الحلوة واللقطين، غنية بالفيتامين "
A". أما الخضراء مثل السبانخ والخضار الورقية الأُخرى، فهي غنية باللوتين. والحمراء مثل الفلفل الأحمر والطماطم فهي غنية بالفيتامين "C". وتتميز الفواكه الأرجوانية، مثل العنب والخوخ بغناها. بالبيوفلافونويدز. أما الفتامين "E"، فنجده في جنين القمح والجوز وبذور دوار الشمس. وتتوافر أحماض "أوميغا/ 3" الدهنية في الأسماك الدهنية، مثل سمك السالمون، وفي بذور الكتان. وتُعلِّق ديكس قائلة، إنّ أسهل طريقة للحصول على كل هذه الأطعمة، هي تناول طبق من السَّلطة الملوّنة، مع طبق من سمك السالمون والبطاطا الحلوة. وشرب كمية كافية من الماء يومياً، فهي تساعد على ترطيب العدسة، حيث يَقِيها من الإصابة بالإعتام.

من الضروري جعل الاهتمام بالعينين جزءاً من روتين العناية الصحية العامة، فوضوح الرؤية يؤثّر في نوعية حياتنا كلها. ولحسن الحظ، ليست مهمة الحفاظ على صحة العينين أمراً صعباً أو متطلّباً لكثير من الوقت. فالعديد من العادات التي تسهم في ذلك، هي نفسها التي تسهم في الحفاظ على صحتنا العامة. والعادات الأُخرى لا تتطلّب إلا وقتاً قصيراً، ويمكن إدخالها بسهولة في روتين حياتنا اليومي.
ومن الطبيعي أن تكون زيارة طبيب العيون لإجراء الفحوص اللازمة، أُولى الخطوات التي يتوجب اتخاذها عند الإحساس بأي اضطراب على مستوى النظر. ولابدّ أن تتحول هذه الزيارات إلى مواعيد سنوية، ما إن نتعدّى سن الـ "50" أو "55". فهذا يضمن الاكتشاف المبكر لأيّ مشكلة، وإمكانية معالجتها بسهولة في بداياتها. أمّا قبل هذه السن، فيتوجب تنظيم مواعيد الزيارات حسب كل حالة، وحسب نصائح الطبيب، ومن المعروف، أن إمكانية الإصابة باضطرابات صحية في العينين، تتزايد مع بلوغ سن الـ "55"، وعلى رأس هذه الاضطرابات المرتبطة بالتقدم في سن، التنكس البقعي، الغلوكوما (الماء الأسود)، إعتام العين (الماء الأزرق)، واعتلال شبكية العين


بقلم الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

الاثنين، 20 مايو 2013

اشعة الليزر



الليزر عبارة عن تجميع وتضخيم للأشعة الضوئية على نمط يجعل منها قوة ذات فعالية حارقة أو قاطعة ويستخدم بشكل مبسط في علاج العديد من أمراض العيون والجلد والحنجرة وغيرها من أجزاء الجسم.
و تستخدم أشعة الليزر لعلاج العديد من الحالات المرضية للعيون ويستخدم الليزر في شكلين أحدهما حارق ويدعى الارجون Argon أو الكريبتون Krypton أو ديود ليزر. والنوع الآخر ذو قوة قاطعة أي بمعنى أن هناك حزمتين من الإشعاع تلتقيان في نقطة واحدة، وعندما تكون قوتهما كافية فإنه يحصل قطع في النسيج الذي وجهت إليه الأشعة وتدعى هذه الأنواع بالياج ليزرYAG laserوهو ليزر بارد. كما أن هناك أنواعا أخرى من الليزر مثل الاكسيمرليزر المستخدم في تصحيح الأخطاء الانكسارية Refractive Errors.
السؤال هل عمليات الليزر مؤلمة عندما تستخدم في علاج أمراض العيون؟.
والواقع ان أشعة الليزر المستخدمة في علاج أمراض العيون هي أشعة غير مؤلمة ولا يحتاج الإنسان في أغلب الأحيان إلى أكثر من قطرة مخدرة لسطح العين قبل إجراء عمليات الليزر.
 ما الحالات التي يمكن أن تعالج بأشعة الليزر الحارقة Argon Laser؟

أولا: علاج اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري وهو على نوعين:
1- علاج جزئي حيث يتم به قفل الأوعية الدموية غير الطبيعية والتي تتسبب في إفراز بروتينات تتكدس في أجزاء من الشبكية والتي تؤثر على حدة الإبصار،  و في بعض الأحيان وقبل إجراء هذا العلاج بأشعة الليزر لابد من إجراء تصوير بالصبغة للشبكية لمعرفة أماكن الضعف في الأوعية الدموية لكي يسهل كيها بالليزر بشكل دقيق.
2- العلاج الكامل لجميع أجزاء الشبكية... ويستوجب هذا العلاج عندما يكون هناك نمو لأوعية دموية إضافية وغير طبيعية على سطح الشبكية وغالبا ما يكون هناك نزيف من الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية كما يتواجد تليفات على سطح الشبكية أو بين الشبكية والسائل الزجاجي.
وتتلخص العملية في كي العديد من الخلايا الخاملة في أطراف الشبكية لكي تتمكن الأوعية الدموية الضعيفة من نقل الدم وتغذية الأماكن الحساسة في الشبكية مثل بؤرة الإبصار (البقعة الصفراء) وتتمثل الفكرة في هذا العلاج وهذا هو الشأن بالنسبة لخلايا الشبكية فإنه ليس هناك ما يكفيها من الدم جميعا. لذا فإنه يلزم إتلاف الخلايا غير المهمة وإبقاء الغذاء للخلايا المهمة فقط والتي تتمثل في البقعة الصفراء (Macula).
ثانيا: استخدام أشعة الليزر الحارقة في علاج بعض أنواع الجلوكوما (الماء الأزرق):وتستخدم أشعة أرجون وما يماثلها في علاج بعض أنواع الجلوكوما ذات الزاوية المفتوحة وذلك بتسليط أشعة ليزر ذات قوة حرق ضعيفة على النسيج الشبكي لزاوية العين المسئولة عن تصريف سوائل العين، وذلك لتوسيع الفتحات الموجودة في ذلك النسيج الشبكي. وذلك لا يعني أن استخدام الليزر ضروري لعلاج الجلوكوما وإنما قد يفيد في أنواع محدودة فقط
ثالثا: و تستخدم أشعة الليزر الحارقة لتلحيم الأجزاء الضعيفة من الشبكية عند وجود فتحات أو ثقوب بها والتي تكون في الغالب سببا لحصول الانفصال الشبكي.

استخدام أشعة الليزر القاطعة YAG Laser:
وتستخدم هذه الأشعة في العديد من أمراض العيون مثل:
1- عمل فتحة صغيرة في أطراف القزحية عند وجود جلوكوما حادة نتيجة لضيق زاوية العين الخارجية، وتعمل هذه الفتحة على تصريف سوائل العين ( (Aqueous إلى الحجرة الأمامية للعين، وهذه العملية مأمونة جدا وتجرى باستخدام تخدير موضعي للعين.
2- تمزيق الغشاء الخلفي لعدسة العين والذي يترك أثناء عمليات المياه البيضاء لكي يحافظ على عدم تحرك السائل الزجاجي إلى الأمام ولكي يحافظ على توازن العدسة الصناعية داخل العين في الأسابيع الأولى لعمليات الماء الابيض ، وهذا الغشاء قد تتغير شفافيته بعد مدة من إجراء العملية ويضعف النظر نتيجة لذلك مما يستوجب عمل فتحة في وسط هذا الغشاء لكي يتحسن النظر وهي عملية بسيطة ومأمونة النتائج ، ولا تحتاج إلى راحة أو أي احتياطات بعد العملية.
3- يستخدم دايود ليزر Diode Laserلعلاج بعض أنواع الجلوكوما المستعصية وراء الجسم الهدبي الذي يفرز السوائل التي تسبب ارتفاع ضغط العين أو ما يسمى بالجلوكوما أو الماء الأزرق، كما يستخدم في علاج اعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج.
استخدام أشعة الاكسيمرليزر:
تستخدم أشعة الاكسيمرليزر في عمليات تصحيح قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم كما يستخدم هذا النوع من الليزر في إزالة عتامات القرنية السطحية، وذلك لمقدرة هذا النوع من الليزر على تبخير وإزالة الأنسجة السطحية للقرنية التي يلامسها ويقوم هذا الليزر بتحوير سطح القرنية حسب نوع العلاج المطلوب فمثلا اذا كان المطلوب علاج قصر النظر فإن الليزر سوف يقوم بتسوية مركز القرنية لتقليل تحدبه وإذا كان العلاج لطول النظر فسيقوم الليزر بتحوير سطح القرنية لزيادة التحدب في مركز القرنية وهذا التحوير يكون من خلال برامج حاسوبية بالغة الدقة وتعطي نتائج شبة مضمونة خصوصا إذا كانت برمجة تلك الأجهزة دقيقة وصيانتها منتظمة . وهذا النوع من أنواع الليزر مأمون جدا وقد ثبت نجاحه على نطاق واسع وتطورت الأجهزة المستخدمة لكي تعطي أدق وأسلم النتائج .
الدكتور اياد عبد العزيز الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

www.eiadeyeclinic.com