من منا لا يعشق العيون ويعشق كل ما يفيض منها من حب وحنان وتصريح
صادق بما في القلب لا يشوبه الكذب أو الخداع قد
يستطيع الإنسان أن يزيف ويكذب في حديثه لكن هناك ما يفضحه
ويجعل من أمامه يعرف أن ما قاله ليس بالصحيح كله بل يشوبه بعض الكذب
فعندما تتحدث إلى غيرك لا تركز نظرك على شفتيه أو حركة يديه بل اجعل عيناك أمام عيناه أو اجعلها تمتزج بها حتى تبحر في بحر من الغرابة والجمال والنقاء .وسوف تنقاد لك جميع أحاديثه وعواطفه ومشاعره دون علمه وحتى لو كان بعلمه فليس بيده شي .واخص بحديثي المحبين والعشاق .فالعيون دور كبير في معرفة ما يخالج شعور العاشق لمعشوقة والمحب لمحبوبة.
وأنا أرى من وجهة نظري أن لا جمال في الدنيا أجمل من جمال العيون وعلى ما تحويه من حب ولهفه وشوق.وهذه وجهة نظر والكل له حقبه الاختيار في ما يعجبه ويروق له ولكن اعتقد أن لا احد منكم سوف يقول غير ذلك
نعم إن العيون ليست وسيلة فقط لرؤية الخارج بل هي وسيلة بليغة للتعبير عما في الداخل أي ما في النفوس والقلوب ونقله للخارج
فهناك النظرات القلقة المضطربة وغيرها المستغيثة المهزومة المستسلمة ، وأخرى حاقدة ثائرة وأخرى ساخرة ، وأخرى مصممة ، وأخرى سارحة لا مبالية ، وأخرى مستفهمة وأخرى محبة ، وهكذا تتعدد النظرات المعبرة وقد سمى القرآن بعض النظرات ( خائنة الأعين )
والإنسان في تعامله مع لغة العيون يتعامل معها كوسيلة تعبير عما في نفسه للآخرين ، وكذا يتعامل معها كوسيلة لفهم ما في نفوس الآخرين إذ لا بد من أن تكون عيناك مرتاحتين أثناء الكلام مما يشعر الآخر بالاطمئنان إليك والثقة في سلامة موقفك وصحة
لقد قام علماء النفس بالكثير من التجارب للوصول إلى معرفة دلالات حركات العيون عما في النفوس ، ورحم الله ابن القيم الذي قال : إن العيون مغاريف
القلوب بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها
فان النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار: يعني أن الإنسان يعبر عن صور داخلية في الذاكرة وإن كان يتكلم وعيناه تزيغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشئ صوراً داخلية ويركبها ولم يسبق له إن رآها
أما إن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو ينشي كلاماً لم يسبق أن سمعه
وإن نظر لجهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية
وإن نظر لجهة اليسار من الأسفل فهو يستمتع إلى نفسه ويحدثها في داخله كمن يقرأ مع نفسه مثلاً و هذا في حالة الإنسان العادي ، أما الإنسان الأعسر فهو عكس ما ذكرنا تماما فللعيون أنواع ومعاني ومنها:
العين الناعسة فهي الخجولة التي لا خبث فيها ولا دهاء ولا غباء ، وتعبر عن الاستسلام والرضوخ والطيبة ، وتدل على اللامبالاة والسكون السلبي وقبول الأمر الواقع بلا جدال أما
العين المخدرة فهي عين تائهة حائرة حزينة ترتسم عليها علامات الأرق ، وتدل على أن صاحبها يهزم بلا مقاومة ، ولا يعتمد عليه مطلقاً لأنه يضر أكثر مما ينفع وهنالك العين الثعلبية
فيها دهاء ومكر ولؤم ، وكأنها عين صقر يوشك أن ينقض على فريسته ، وتدل على ذكاء ممزوج بدهاء ، وصاحبها شعلة نشاط يركن إليه في الأعمال الخطيرة التي تتطلب حسن تصرف وهو شخص جامد لا يعرف المجاملات بالإضافة إلى العين الغائرة والتي
كأنها مختبئة وتحيط بها هالة قاتمة تنظر بترقب وحدة غامضة ، تدل على أن صاحبها إما حاقد ومعقد نفسياً من كثرة الهموم ،أو مظلوم لا يملك قوة ترد عنه الظلم ومغلوب على أمره
فالعين النمرية أو الصارمة يكون صاحبها ثابتاً في نظرته ، لا بسمة فيها ولا حزن بل الصرامة وعدم الانكسار والثقة القوية بالنفس ، وتدل على الجدية في العمل والدقة وعدم المجاملة وهنالك العين الطيبة فهي أجمل العيون وأكثرها راحة ، تنطق بالصفاء والنقاء والوفاء ، وتدل على طيبة قلب صاحبها وثقته وحسن ظنه ونقاء سريرته ، وصاحبها يتعب في حياته لأنه يثق في كل الناس ، وهو عاقل ينشد المثالية ويحب الهدوء و السلام ويوجد
العين الضاحكة فهي الصافية المبتسمة كأنها عيون طفل ، تتسم بالبريق وتدل على نقاء النفس والمحبة والقبول صاحبها قليل الهم سعيد الحال مرهف الحس محبوب من الكل ويوجد نوع وهو
العين الصفراء فهي العين الباهته الممزوجة بصفرة وغشاوة ، غير مركزة في نظراتها ، وكأن صاحبها مصاب بمرض كبدي أو في العين نفسها وذلك بما اكتسب من ملامح الحسد واللؤم ، ولا يفسح مجالاً للتفاهم ويحمل غلاً ،لذا نقول على من يحمل مثل هذه الصفات إنسان صفراوي بالإضافة إلى العيون الجريئة فهي متسعة الحدقة ، ثابتة النظرة ،قوية ،وتدل على الإنطلاق والتحرر مع طيبة القلب ، صاحبها شجاع ، ونادراً ما ترتع عيناه أثناء الكلام ، يحب المزاح ، مخلص لمن يحبه ويقسى على من يعاديه مثال العين الشريرة
هي جاحظة غير مستقرة ، تعلوها مسحة الكبر والتعالي وتدل على عقدة النقص ، صاحبها أسود القلب لا يرحم ، وهو في الحقيقة جبان ولا يؤتمن ، معقد وحقود أما
العين الغمازة فهي كثيرة الحركة والالتفات ، فتدل على كثرة اللمز والغمز ، تترجم ما يجول بخاطر صاحبها وما يضمره من استخفاف لمن ينظر إليه ، وهو يفتقد الشجاعة ويمتلك الأنانية والتعالي والسخف فالعيون المنكسرة هي العين المغمضة أغلب الأحيان عليها مسحة حزن وندم لحرمان أو تأنيب ضمير ولوعة في النفس على فقدان شيء غالي ، فالإحساس بالذنب يكسر العين
إما العين البريئة فيها ثبات مع صفاء الحدقة وابتسامة المنظر مع البراءة المتمثلة في الشكل العام وتشعر بمحبة صاحبها والاطمئنان إليه ، وتدل على طيبة قلبه ،وفي بعض الأحيان يكون ساذجاً مما يسهل الضحك عليه من قبل المخادعين وهنالك العين الحنونة
كأنها عين أم حنون على طفلها ، فيها مسحة الشفقة والرحمة ورقة الإحساس ، وفيها شفافية وتدل على الصدق والإخلاص والحب الصافي ، وعلى الحرص والإيثار والتضحية ، تطمئن القلب وتفرح النفس وتزرع الثقة وهنالك أبضا العيون الجاحظة التي
تعبر عن ثورة أو خوف أو إعجاب ، فهذا الجحوظ يعبر عن مشاهدة أو سماع شيء مثير حزناً أو فرحاً ، وتدل على أن صاحبها مفرط الحساسية تجاه ما يراه ، ولا يجد وسيلة للتعبير إلا عينيه ، فهو طيب لا يعرف الخبث ولا اللؤم
فمهما اختلفت أنواع العيون ودلالاتها إلا أنها مراه النفس و الروح
تعكس ما يلوج بها لتخاطب الغير فالعين تعكس ما بالجهاز العصبي العاطفي فلا تدع تلك المرأة مهمله مهما عكست لك من صور
فحافظ عليها لأنهما هبه من الله
الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون والمدير الطبي لمركز العيون
الدولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق