الخميس، 19 سبتمبر 2013

مرض السكري و تأثيره على العيون






مرض السكر يعتبر أحد الأسباب  المعروفة لحدوث التحلل المتكرر قي  الخلايا السطحية للقرنية. فمرض السكر من الأمراض القليلة  التي تسب المياه بيضاء الشيخوخية ولكن في سن مبكرة.وإذا حدث نزيف في الخزانة الأمامية وارتفاع في  ضغط العين التي تعد من  أحد المشاكل الناجمة عن إهمال علاج تأثير مرض  السكر على الشبكية.والعصب البصري فهي أكثر أجزاء العين تأثراً بالسكر حيث يتكون  من شعيرات دموية ضعيفة على سطح الشبكية وهذه الشعيرات عرضه لحدوث انفجار ونزيف على سطح الشبكية أو بالجسم الزجاجي.

وكذلك العصب البصري يتكون على سطحه شعيرات دموية ضعيفة والمشاكل السابق ذكرها يمكن أن تؤدى إلى حدوث انفصال شبكي وفقدان القدرة على الإبصار.إذ يبدأ المريض في الشعور بتغير في حدة الإبصار خلال اليوم الواحد من تحسن في الرؤية إلى تدنى ثم إلى تحسن حسب نسبة السكر وذلك بسبب تأثر عدسة العين بالتغيير في نسبة السكر في الدم.

كما يشعر المريض خلال الشهور المتتالية بتدهور تدريجي في النظر وذلك نتيجة لحدوث إرتشاح ونزيف بشبكية العين وظهور أوعية دموية جديدة غير طبيعية مما قد يؤدى إلى نزيف بالجسم الزجاجي وانفصال شبكي في بعض الأحيان . وأحياناً يتسبب في الإصابة بالمياه الزرقاء (الجلوكوما) وقد ينتهي الأمر بفقد القدرة على الإبصار.

ويجب التنبيه إلى أن تأثر العين بالسكر قد يكون بدون أية أعراض يشكو منها   المريض ومن هنا تأتى أهمية الكشف الدوري المنتظم على العين لمتابعة ما قد يستجد على العين من تغيرات نتيجة مرض السكر وعلاجها مبكراً قبل أن تحدث أية مضاعفات.

وعند وجود أية تغيرات بالشبكية نتيجة لمرض السكر قد يحتاج المريض إلى تقييم لحالة الشبكية وذلك بتصوير قاع العين بالفلوروسين.فهو صبغة خاصة تحقن  داخل أحد أوردة اليد تمكنه من تصوير قاع العين والأوعية الدموية الخاصة بالشبكية عن طريق كاميرا خاصة بذلك وصبغة الفلوروسين لا تسبب أية أضرار لجسم الإنسان.

وطبقاً لنتيجة تصوير قاع العين بالفلوروسين يحدد وسيلة العلاج المناسبة حيث يمكن الاكتفاء بتنظيم علاج السكر مع الطبيب الباطني مع المتابعة الدورية المنتظمة للعين إذا كانت هناك تغيرات طفيفة بالشبكية وقد يحتاج المريض لعلاج بأشعة الليزر عند وجود أية  أوعية دموية غير طبيعية بالشبكية وربما يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي إذا كانت هنا تليف شديد بالشبكية أو انفصال شبكي أو عند حدوث نزيف بالجسم الزجاجي للعين.
وظهر مؤخراً في المجال الطبي لطب العيون علاج تأثير مرض السكري على الشبكية الذي يعالج عن طريق الحقن وذلك بعد ظهور الأشعة المقطعية للشبكية (OCT).إذ يوجد نوعان من الحقن: حقن الكورتيزون وحقن الأفاستن ولكل استخدام بناءاً على الحالة العلاجية والمتأثرة بمرض السكري وأشعة الليزر تعد العلاج الأساسي والهام لعلاج التغيرات التي تحدث بالشبكية بسبب السكر خاصة الحالات المتقدمة منها حيث أن أشعة الليزر تحد من عوامل فقد القدرة على الإبصار وتحاول منع المزيد  من مضاعفات السكر على العين. وأشعة الليزر لا تسبب أي أضرار كما هو شائع بل على العكس قد يتسبب التأخر في العلاج بأشعة الليزر في بعض الحالات إلى تدهور حدة الإبصار ويجب أيضاً أن نذكر أن العلاج بالليزر قد لا يسبب التحسن في قوة الإبصار بل يحافظ على مستوى الإبصار ويحد من تدهوره.

ومريض السكر قد يحتاج إلى تكرار العلاج بأشعة الليزر وفقاً لحالة الشبكية وفى بعض الحالات المتقدمة من الممكن أن تتزايد حدة المرض رغم استعمال أشعة الليزر وذلك بسبب طبيعة مرض السكر وليس نتيجة العلاج بالليزر.

ونلجئ إلى التدخل الجراحي لمريض السكر في الحالات المتقدمة لمرضى السكر مثل حدوث نزيف بالجسم الزجاجي للعين أو عند حدوث انفصال شبكي أو وجود تلفيات ناتجة عن هذا المرض بالعين وتتوقف نسبة نجاح هذه العمليات على مدى تأثر شبكة العين بهذا المرض.

 كل ذلك كان في السابق والى أن تم اكتشاف عدة طرق لعلاج الشبكية مثل استخدام لمصل "افاستين" وقبل ذلك "فوتو داينمك ثربي" أي العلاج الضوئي الديناميكي.. وقبل ذلك كان العلاج بالليزر.. كل تلك العلاجات السابقة كانت تعمل على إيقاف استمرارية أعراض المرض فالمريض كان يخسر قدراً معيناً من الرؤية لكنه سيحافظ على ما تبقى هذا ما كانت تقوم تلك العلاجات السابقة قبل اكتشاف مصل "لوسنتنس" والذي أجريت عليه أبحاث طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية.. و الفرق بين العلاج السابق والعلاج بالمصل الجديد  مصل "اللوسنتنس" لديه دور أكبر في العين حيث انه لا يوقف استمرارية المرض كسابق الأدوية ولكن يحسن النظر والرؤية لدى المريض فهو يعمل بالاتجاهين حيث يوقف استمرارية المرض ويحسن الرؤية لدى المريض. و يعني أن الاعتلال الشبكي المتعلق بتقدم السن هو  مرض موجود في الشرق الأوسط وطبعاً في الخليج والمملكة.. لكنه ليس بالكثرة الموجود بها في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد المرض الأول في النظر لديهم وقد استطعنا اكتشاف أننا يمكننا استخدامه لمرضى السكري الذين يعانون من مشكلة النظر.ونستخدمه حالياً لمرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الشبكية.. والواقع عندما نستخدمه بضرب الإبرة  في العين نرى النتائج الايجابية خلال ثلاثة أيام ويرى ذلك المريض ويشعر به بنفسه.

والاعتلال الشبكي المتعلق بتقدم السن يمكن أن يحدث من سن الستين وما فوق حيث يحصل غشاء تحت الشبكية.. لذلك المصل الجديد ليس فقط يوقف الغشاء الموجود تحت الشبكية لكنه يساعد على تحسين النظر والرؤية. ومصل لوسنتس يستخدم ً لمرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الشبكية بسبب كثرة هؤلاء المرضى عن مرضى اعتلال الشبكية بسبب كبر السن و الواقع أن مصل أفاستين مخصص لسرطان القولون.. أساساً ونحن كأطباء.. علينا إيجاد البديل.. وجدنا البديل وهو مصل "لوسنتس"

فالتشخيص السليم والعلاج المبكر قد يقي مريض السكر من العمى لذا فإن الكشف الدوري المنتظم من الضروري حيث  بمكان من المحافظة على صحة النظر بشكل أفضل أما الحالات المتقدمة فيهدف العلاج إلى المحافظة على نسبة النظر الباقية أو تأخير تدهور النظر لأطول فترة ممكنة و يجب على الشخص المحافظة على معدل طبيعي للسكر في الدم كما ينصح بعلاج أي أمراض أخرى يعانى منها المريض بالسكر كارتفاع ضغط الدم وكذلك السمنة والتدخين كعوامل مشتركة تزيد من مضاعفات السكر على العين.


الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي