الخميس، 29 أغسطس 2013

كسل العين او الكسل البصري





إن الأطفال حديثي الولادة يبصرون بكل تأكيد، وتظل قدرتهم على الإبصار في تحسن مستمر خلال الأشهر الأولى من  عمرهم وخلال سنوات الطفولة المبكرة، سيظل الجهاز البصري والنظر في حالة من النمو والتغير المستمر.  و يظل النظر في حالة تطور قابلة للتغير خلال فترة السنوات التسع الأولى من عمر الطفل.

و يحدث كسل العين عندما تكون حدة البصر في إحدى العينين أقل من الأخرى ، بدون أي سبب عضوي ظاهر.  حيث يتم اكتشاف حالات كسل العين، عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين. و من الممكن علاج العين الكسولة عند الطفل إذا اكتشف الحالة في مرحلة مبكرة


و كسل العين  يحدث عندما تكون حدة البصر في إحدى العينين أقل من الأخرى ، بدون أي سبب عضوي ظاهر كأن يكون لطفل مصاباً بقصر أو طول نظر في العين، ويظهر كسل العين أيضاً في بعض حالات الحول، وذلك عندما تنقل العين صورة غير واضحة أو مزدوجة للمخ، وبالتالي فإن المخ يرفض هذه الصورة فيتم تجاهلها وسرعان ما يتوقف الطفل عن  استخدام هذه العين بطريقة لا شعورية، وتكون نتيجة ذلك الإصابة بكسل العين والذي يتطور شيئاً فشيئاً تاركاً الطفل ضعيف البصر في هذه العين مدى الحياة إذا بقيت الحالة بدون علاج

و هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذه الحالة الحول و قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية الانحراف . إعتام العدسة (المياه البيضاء)، أو ارتخاء الجفن، أو غيرها مما قد يسب إعاقة للاستخدام الطبيعي للعين.  وبصفة عامة، فإن أي عامل يعيق تركيز صورة واضحة داخل العين ، يمكن أن يؤدي إلى إصابة عين الطفل بالكسل.


و يتم اكتشاف حالات كسل العين، عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين، وهذا يتم من خلال الفحص  لقياس قوة الإبصار.ومن الممكن تحسين الرؤية باستخدام النظارات المناسبة، ويتم فحص الأجزاء الداخلية للعين ؛ بحثا عن أمراض قد تكون السبب وراء انخفاض القدرة البصرية ؛ مثل (المياه البيضاء)، أو غيره من الأمراض.


من الممكن- علاج العين الكسولة عند الطفل إذا اكتشف الحالة في مرحلة مبكرة . وكلما أمكن الإسراع في علاجه كلما كانت الفرصة أكبر في استرجاع البصرو الذي فقده بسبب كسل العين، وكلما تأخر العلاج كلما طال أمد استرداد الرؤية بالعين، حتى يصل الطفل إلى سن السادسة أو السابعة تكون الحالة قد تضاعفت بشكل كبير، ونادراً ما تفيد كل خطط علاج الكسل في هذه المرحلة. وقد تصاب كلتا العينين بالكسل ويحدث ذلك عندما تكون الرؤية ضعيفة بكلتا العينين في السنوات الأولى من الطفولة، كأن يعاني الطفل من طول النظر، أو أن يولد بقرينة معتمة، أو بعتامه خلقية في العدسة.وهناك طرق كثيرة لعلاج كسل العين منها تغطية العين وهي أكثر الوسائل فاعلية كذلك النظارات الطبية أو نوع من القطرات والمراهم للعين والهدف من تغطية العين السليمة هو تشجيع العين الكسولة للعمل وبالتالي فإن الرؤية فيها تتحسن، وقد تكون التغطية مصاحبة لوصف النظارات الطبية لمساعدة العين على الإبصار بأوضح صورة ممكنة. 

ويتم وضع خطة معينة لتغطية العين،  لكل طفل كل حسب حالته وسنه وسبب كسل العين عنده، وفي معظم الحالات التي يكون فيها حول العين هو سبب الكسل في المقام الأول، ثم يأتي دور إصلاح الحول  جراحياً فيما بعد. وفي بادئ الأمر يجد الطفل صعوبة في الرؤية بالعين الكسولة، ويشعر بعدم ارتياح، ومن الطبيعي أن يحاول خلع غطاء العين لا سيما في الأسابيع الأولى، هنا يأتي دور الأب والأم وكل أفراد العائلة في تشجيع الطفل وتحبيب الغطاء له، ويستطيع الأب أو الأم أن يرتدي الغطاء على عينة أمام الطفل في الأيام الأولى حتى يتقبل الطفل ذلك ويحذو حذو أبيه أو أمه. كما أن تزيين الغطاء ببعض الرسوم الزاهية أو تركه للطفل كي يزينه بنفسه من شأنه أن يشجع الطفل على الاستمرار في التغطية


ومن مضاعفات إهمال علاج كسل العين  ضعف غير قابل للعلاج بالرؤية في العين المصابة. و إمكانية فقدان القدرة على إدراك عمق الأهداف لمرئية حيث ولا بد من  القيام بتوجيه الوالدين حول العلاج المناسب، إلا أن المسئولية تقع في المقام الأول على الأبوين ، فيما يتعلق بتنفيذ العلاج ؛ فما من أحد من الأطفال يرغب في تغطية عينه السليمة، ولكن ينبغي على الأبوين إقناع طفلهما بعمل الشيء الذي يحقق مصلحته باستخدام أسلوب اللعب معهم  ويعتمد العلاج الناجح - في أغلب الأحوال - على اهتمام الأبوين، ومشاركتهما، وقدرتهما على جعل الطفل يتقبل هذا الأمر.ويعتمد العلاج الناجح لحالات كسل العينكذلك - على مدى شدة الحالة، وعمر الطفل عند بدء العلاج، فإذا تم اكتشاف وعلاج الحالة مبكرا، فسوف يحقق الطفل - في أغلب الأحوال - تحسنا في الرؤية

 الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون والمدير الطبي لمركز العيون الدولي


الاثنين، 12 أغسطس 2013

مشكلات ضعف البصر.. أعراضها وأسبابها





إن تطور البصر الطبيعي لدى الطفل عند الولادة إلى أن يكبر حيث يكون  قادرا على تثبيت عينيه على الضوء، وتوجيه عينيه إلى مصدر الضوء، كما أن البؤبؤ يستجيب عند تعرضه للضوء، وكذلك العين ترمش للمثير نفسه، علما بأن قوة الإبصار التقديرية هنا تكون 240/6. كما أن من ألطبيعي  أن نلاحظ «حولا» متقطعا، أي أن العينين لا تكونان متوازيتين في جميع الأوقات.
وبحلول الشهر الأول إلى الثاني من عمر الطفل يكون الطفل قادرا على التركيز على وجه الأم على سبيل المثال، بل ومتابعته، وتصبح العينان أكثر اتزانا معا أو تقل درجة الحول السابقة ولكنها لا تختفي بالضرورة، وتقدر درجة الإبصار هنا بـ180/6 إلى 90/6.

وفي الفترة من 3 إلى 6 شهور يكون الطفل قادرا على تثبيت ومتابعة الأشياء الصغيرة وليس الكثير كالوجه في الفترة السابقة، وتصبح العينان متوازيتين، أي لا يكون هناك حول، وتقدر قوة النظر بـ18/6 إلى 6/6.

وعليه فإن قوة الإبصار والتحكم في الحول عند الولادة تكون بدرجة «مقبول»، ولكنها غير معدومة، وعند عمر شهرين تصبح بدرجة «جيد»، وعند عمر 6 شهور لا بد أن تكون بدرجة «ممتاز»، أي يكون النظر ممتازا ولا يوجد حول.

وعليه، إذا خرج طفل عن هذا الترتيب فقد يكون هذا انعكاسا لمشكلة في النظر وتصبح المراجعة الطبية واجبة.

خلل البصر للأطفال وهناك علامات تستوجب من الوالدين المراجعة الدورية لطفلهما  وهي:
- أولا: وجود خلل واضح في عين أو العينين بالإضافة إلى كون الطفل لا يرى، على سبيل المثال:

* وجود عتامة في العين.
* وجود رجفة أو اهتزاز.
* وجود حول بدرجة كبيرة وغير متقطعة.
* يثبت الطفل نظره إلى جهة واحدة طوال الوقت.
* يثبت الطفل نظره إلى الإضاءة فقط طوال الوقت.
* قيام الطفل بدعك عينيه بشكل مستمر ,لا نقصد حكة العين.
* العين لا تثبت في مكان واحد.

- ثانيا: وجود مشكلات عامة لدى الطفل، إضافة إلى الشك بأنه لا يرى، سواء قبل أو مع أو بعد الولادة، نذكر على سبيل المثال:

* وجود تشنجات لدى الطفل.
* نقص الأكسجين عند الولادة.
* تأخر عام للنمو عند الطفل.

هنا لا يجوز الانتظار لأن ضعف النظر قد يكون ناتجا عن الحالة العامة للطفل.

- ثالثا: وجود حالات ضعف نظر وراثية في العائلة، إذ إن معاناة رضيع من ضعف في النظر قد تكون حالة مرتبطة بحالة أخته الكبرى أو ابن عمه الذي عانى من حالة مشابهة، علما بأن حالات الوراثة لا تكون جميعا بالحدة نفسها أو الظهور في الوقت نفسه.

* ضعف البصر عند الأطفال حيث  لا يختلف في الجوهر، في كثير منه، عما لدى الكبار. ولكن يختلف في النسبة، وعلى سبيل المثال، فإن الماء الأبيض سبب رئيسي لضعف البصر لدى كبار السن ولكن ليس كذلك لدى الأطفال، ولكنه لا يزال سببا مهمّا.

وعموما يمكن تقسيم أسباب ضعف النظر لدى الأطفال كالتالي:

- أخطاء انكسارية: قصر النظر، طول النظر، الاستغماتزم. وهي حالات تحتاج إلى علاج بالنظارة الطبية  
- الحول، حيث إنه عادة ما يحدث كسل في العين المنحرفة.
- عيوب وأمراض داخل العين، على سبيل المثال: عتامة في القرنية، عتامة في عدسة العين، خلل في الشبكية. وكل هذه قد تكون ناتجة عن عيوب خلقية أو التهابات في العين أو إصابات.
- أمراض عامة لدى الطفل تؤدي إلى ضعف العين مثل التهاب السحايا، نقص الأكسجين لدى الولادة، أمراض الجهاز العصبي العامة.
- أمراض وراثية في العائلة، علما بأن هذه الأمراض لا تظهر في جميع الأجيال بالدرجة أو الحدة نفسها، وكذلك فإن ظهور هذه الأمراض الوراثية يتفاوت، فبعضها يظهر عند الولادة وبعضها يظهر بمرحلة الطفولة وبعضها عند البلوغ وهكذا.

* وهنالك حقائق مهمة حول ضعف البصر
* يوجد نحو 286 مليون شخص مصاب بضعف البصر على مستوى العالم، ومنهم نحو 39 مليون مصاب بالعمى.
* غالبية المصابين بضعف البصر هم من كبار السن، وغالبا النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال حول العالم.
* 90% من ضعاف البصر من الدول محدودة الدخل.
* تقل نسبة المصابين بالعمى الناتج عن العدوى الجرثومية بشكل كبير، لكن تزداد نسبة ضعف البصر بسبب التقدم في العمر.
* يبقى مرض الساد أو المياه البيضاء هو السبب الرئيسي للإصابة بالعمى على مستوى العالم.
* تصحيح الأخطاء الانكسارية في الرؤية يمكن أن يمنح الشخص المصاب رؤية طبيعية لأكثر من 12 مليون طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 15 عاما.
* يمكن علاج أو الوقاية من نحو 80% من جميع أنواع ضعف البصر الموجودة على مستوى العالم.
* 65% من المصابين بضعف النظر هم فوق سن الخمسين.
* توجد أربعة مستويات للرؤية البصرية:

- الرؤية ا الطبيعية ة، وتكون حدة البصر أكثر من 6/18 - ضعف البصر المعتدل، وتكون حدة البصر من 6/18 - 6/36 - ضعف البصر الحاد، تكون حدة البصر من 6/36 - 3/60 - العمى، وتكون حدة البصر أقل من 3/60
حيث  تتعرض العين للكثير من المشكلات الصحية وتصاب بأمراض متعددة الأسباب. ويعتبر فقدان البصر أسوأ ما يصيب العين، وله أسباب مختلفة، سوف نركز عليها في هذا المقال من حيث طرق الإصابة ووسائل الوقاية والعلاج.
الأسباب العامة التي تؤدي إلى الإصابة بالعمى:

أسباب العمى

* المياه البيضاء أو الساد (إعتام عدسة العين). يحدث هذا المرض في صورة إعتامات وتغير في الحالة الصافية لعدسات العينين، وتزداد هذه الحالة مع التقدم في السن حتى تسد وصول الضوء والصور إلى شبكية العين، وقد يولد بعض الناس بهذا المرض وتسمى مياه بيضاء خلقية، وهي من الحالات الطارئة التي يجب علاجها في أسرع وقت.
وهذا المرض غير مؤلم، وتشمل أعراضه الآتي:
- عدم وضوح الرؤية.
- صعوبة القراءة والكتابة.
- تغيير الألوان.
ويتم علاج المياه البيضاء بعملية جراحية، ومع التطور الطبي  في تقنية إجراء هذه العمليات أصبحت بسيطة وسهلة، حيث يتم إزالة عدسة العين المعتمة، بالأشعة الصوتية. وتتم زراعة عدسة بديلة لعدسة العين  الطبيعية بواسطة جرح بسيط في كثير من الحالات لا يحتاج إلى خياطة.

* مرض اعتلال الشبكية السكري. إن من أكثر العوامل التي تسبب حدوث مرض اعتلال الشبكية السكري طول مدة الإصابة بمرض السكري وعدم التحكم بمستوى السكر في الدم، حيث إن التغيرات في الأوعية الدموية الدقيقة بشبكية العين يمكن أن تسبب الإصابة بالعمى أو بضعف النظر بشكل دائم، حيث تتكون أوعية دموية ضعيفة غير طبعيه على شبكية العين مصاحبة أحيانا لتليفات قد يتعرض بعضها للانفجار يؤدي إلى نزف حاد في السائل الزجاجي، أو تشد سطح الشبكية وتسبب انفصالا في الشبكية يؤدي إلى ضعف الرؤية.

ويتم علاج الحالة باستخدام الكي بالليزر للشبكية لتثبيت النظر ومنع تدهور النظر.

* المياه الزرقاء. تصاب العين بالمياه الزرقاء عندما لا يتم بشكل طبيعي امتصاص السوائل الشفافة التي تفرز بالعين، مما يسبب ضغطا متزايدا داخل العين، وإذا لم يتم التحكم بهذا الضغط ينتج عنه تلف للبناء الرقيق لعصب العين بشكل متزايد ودائم، وتحدث تبعا لذلك النتائج التالية:

- عدم وضوح بالرؤية.
- ضيق مجال الرؤية.
- العمى التام.
- هالات حول الأضواء.
- ضعف الرؤية الجانبية.

في بعض الحالات يشعر المريض بألم شديد نتيجة للضغط المرتفع بشكل سريع وحاد بسبب انسداد قنوات صرف السوائل، ولكن النوع الشائع يكون دون ألم ويحدث من خلاله فقدان تدريجي للرؤية.

أما العلاج فيتم باستخدام الأدوية  الطبية في معظم الحالات. وقد تكون الجراحة ضرورية أحيانا، لكن سرعة اكتشاف الحالة والبدء مبكرا في العلاج المناسب هما من العوامل شديدة الأهمية.
* الضمور البقعي. يظهر الضمور البقعي بالشبكية عادة مع التقدم في العمر، وقد يكون هذا الاضطراب بطيئا أو سريعا. وهناك نوعان من الضمور: الصبغي الجاف، أو النوع  الرطب وفيه تنمو أوعية دموية تحت سطح الشبكية.

ويتم العلاج بـ:
- استخدام العدسات المكبرة يمكن أن يساعد في بعض الحالات الجافة.
- العلاج بحقن مادة مضادة لعوامل نمو الأوعية الدموية داخل السائل الزجاجي، ومن المهم حقن هذه المادة في وقت مبكر من الإصابة.

* وهناك أسباب أخرى مثل الأخطاء الانكسارية غير المصححة بالعين، وهي تشمل أمراضا معينة، منها: قصر النظر - طول النظر - مرض اللانقطية أو الاستجماتزم. وهنا يتم العلاج باستخدام النظارات الطبية  أو العدسات اللاصقة أو عمليات تصحيح النظر بالليزر. فالعين جوهرة وهبت لنا لنرى ونتعرف من خلالها على الحياة

الدكتور اياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي