الاثنين، 22 يوليو 2013

الاعتلال الشبكي




الاعتلال الشبكي :
تعتبر الشبكية المكان الوحيد في جسم الإنسان الذي يمكن فيه رؤية الأوعية الدموية الصغيرة رؤية مباشرة. لذا فإنها من الأماكن المهمة التي يمكن الكشف بواسطتها عن العديد من الأمراض كالسكري وضغط الدم وبعض أورام المخ ألخ.

فمرض السكري مثلا: يؤدي إلى تغيرات كثيرة في الشبكية ومنها ظهور شعيرات دموية جديدة،  مختلفة الأحجام وتليفات في الشبكية وفي الجسم الزجاجي وانفصال في الشبكية وضعف شديد في النظر. وكل هذا يؤدي إلى انعدام النظر.

ويمكن علاج هذه الحالة بعلاج مرض السكري نفسه بشكل متواصل وفعال، وبكي الشعيرات الدموية الجديدة بأشعة الليزر لتفادي نزفها، والتقليل من مضاعفات هذا المرض في العين.
ومهما يكن من أمر فإن التغيرات التي تحدث في الشبكية نتيجة هذا المرض لا يمكن إصلاحها ولكن يمكن وقف أو تأخير حدوث مضاعفات جديدة

أما عن ارتفاع ضغط الدم الأساسي: والتهابات الكلى والتسمم الحملي فإنها جميعها تؤثر تأثيرا كبيرا في الشبكية وتظهر الأوعية الدموية هنا دقيقة ومتصلبة مما يؤدي إلى رشح دموي في الشبكية أو انتفاخات أو تلف في أنسجتها.

ان نسداد في الوريد الرئيسي الشبكي: ويكون فقدان النظر مادة مفاجئة ويؤدي إلى نزيف في أكثر أنحاء الشبكية وينتج عن ذلك ارتفاع في ضغط العين المصابة (ماء سوداء) ووجع شديد فيها خاصة بعد 3 أشهر من أصابتها

ويعتبرانسداد الشريان الشبكي الرئيسي: عندما تدخل جلطة (أو سدادة مهما كان نوعها أو مصدرها) الشريان الشبكي الرئيسي للعين فإنها تحرم الأنسجة الشبكية حرمانا تاما من المواد الغذائية والأوكسجين التي يحملهما الدم لها من خلال هذا الشريان، ويؤدي هذا إلى تلف كامل في أنسجة الشبكية، ويمكن أيضا أن يحدث هذا الانسداد الشرياني نتيجة انقباض في الأوعية الدموية التي ضاقط سابقا على أثر تغيرات مختلفة في انسجتها. ويساعد على حدوث هذا الانسداد عوامل كثيرة من أهمها:

-
ضيق في الشريان السباتي الموجود في العنق.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهابات في الأوعية الدموية الصدغية.
- مرض السكري.
- أمراض القلب.
- أمراض تسبب ضيقا في الأوعية الدموية

ومن عوارض هذه الحالة:

-
فقدان النظر المفاجئ الذي لا يصحبه أي ألم أو وجع في العين.
- اتساع في حدقة العين المصابة والتي لا تضيق أو تتحرك حركة ملحوظة عند تسليط الضوء عليها.
وتفقد الشبكية هنا ملامحها الواضحة ولمعانها المألوف. وتبدو اللطخة الصفراء نقطة حمراء ظاهرة في وسط الشبكية الشاحب.

كما تبدو الشرايين ضيقة جدا وفيها نقاط متجمدة متفرقة من الدم الساكن.هذا ويغمر العصب البصري أحيانا، ويبدو شاحبا بعد فترة من وقوع الإصابة.وعلاج هذه الحالة غير ناجح بالنسبة العالية  على الرغم من المحاولات العديدة من مساجات للعين وتمييع الدم بغرض اذابة وتقليص حجم الجلطة أو دفعها نحو شريان أدق.. حتى يقبل تأثيرها على فقدان النظر.

ومن أسباب انسدادات الأوعية الدموية

هناك أسباب داخلية وخارجية. فالأسباب الداخلية هي:

-
سدادة دهنية تخرج من مسامات القلب وحالات كسور العظام.
- سدادة (كلسية) تأتي من الشريان السباتي.
- سدادة ناتجة عن تجلط الأوعية الدموية في حالات ضيق الشريان السباتي، وفي حالات ارتفاع نسبة الكريات الحمراء في الدم.
- سدادات بكتيرية ناتجة عن التهابات عضلات وأغشية القلب
- سدادات من أورام شريانية أو رئوية.
- سدادات سائلة أو غازية تأتي من الرحم في حالات الولادة العسيرة.

أما الأسباب الخارجية فهي:

-
سدادات (فتات) السيليكون .. وتحدث بعد إجراء عمليات جراحية في القلب أو الأنف أو الوجه.
-
سدادات هوائية وزئبقية تحدث في حالات جراحية.
-
سدادات زيتية تحدث في بعض العمليات الجراحية للرحم.
-
سدادات مكونة من مسحوق البودرة تحدث لبعض المدمنين عند حقن أنفسهم بمادة الـ (Methylpharidate).
-
سدادات زجاجية تحدث عند حقن مسحوق زجاجي في الشريان السباتي في محاولة جراحية لغلق بعض التكيسات الشريانية في مقدمة المخ.

-
انسداد في أحد فروع الوريد أو الشريان الشبكي ويؤدي هذا إلى تعتيم جزئي في النظر الجانبي المقابل (والمعاكس) لمكان الانسداد، ويجب في هذه الحالات تحويل المصاب إلى طبيب باطني مختص لإجراء فحوصات دقيقة وموسعة لكي يسهل علاج المسبب لهذه الظواهر المرضية في العين وتفادي حدوث مضاعفاته وهنا يكمل دور الاطباء على اختلاف تخصصاتهم من اجل راحة مرضاهم قبل فوات الاوان .


الدكتور اياد الرياحي
استشاري طب ورجاحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي


الثلاثاء، 9 يوليو 2013

هل استخدام الصائم لقطرة العين مفطر؟



مع حلول الشهر الفضيل، لا ينفك كثيرون عن تكرار سؤال: هل استعمال قطرة العين في رمضان مفطر؟
وللإجابة عن هذا السؤال، لابد من توضيح الحكم الشرعي وفق ما صدر عن الفقهاء من ناحية، ومن ناحية ثانية لابد من إيضاح المسألة وشرحها طبيا وعلميا لتكون الإجابة دقيقة.


بداية، لا بد أن يعلم الصائم أن الذي يفسد الصوم، كما عرفه علماء الفقه، يندرج تحت الآتي:
- أن يصل إلى الجوف ويستقر فيه.

- أن يكون الوصول إلى الجوف من المنافذ المعتادة مثل؛ الفم والأنف، أما المسام والعين فلا تعدان من منافذ الغذاء وليس ثمة اتصال بينهما وبين المعدة، ما يعني أن استعمال القطرة في العين مباح، سواء وجد الإنسان طعمه في حلقه أم لم يجده؛ لأن العين ليست بمنفذ إلى الجوف.


وفي حالة استعمال القطرة في العين للعلاج، فإنه عندما يقوم المريض بوضع نقطة واحدة من القطرة في عينه، فإنه يلاحظ أن جزءا منها يفقد إلى الخارج بدون استفادة منه عند غلق العين، أما الجزء المتبقي في كيس (فراغ) الملتحمة، فيجد أن الجزء الأكبر منه يمتص بواسطة أنسجة العين، أما الجزء الأصغر وهو جزء يسير جدا يختلط مع الدموع فيمر خلال رحلة الدموع المعروفة ابتداء من الثقب الدمعي ثم إلى القناتين الدمعيتين العلوية والسفلية اللتين تتحدان معا فتكونان وصلة تؤدي إلى الكيس الدمعي الذي منه تمر الدموع إلى الوصلة الدمعية الأنفية التي تفتح في الميزاب السفلي من تجويف الأنف.


وجزء من هذه الدموع ينزل مع إفرازات الأنف إلى الخارج في بعض الأحيان، وجزء آخر يتجه إلى البلعوم الأنفي بسبب حركة أهداب جدار الأنف التي تتحرك حركة منتظمة إلى الخلف في اتجاه البلعوم الأنفي. ولذا يلاحظ أن جزءا صغيرا جدا لا يذكر يصل إلى البلعوم الأنفي، وهذا يفسر لماذا يشعر المريض في حلقه بطعم مميز لبعض القطرات، بسبب استثارة براعم التذوق الموجودة بالحلق والثلث الخلفي من اللسان، ويمكن توضيح هذه الظاهرة بأنها مجرد الإحساس بطعم القطرة فقط في الحلق، إذا كانت القطرة لها طعم مميز؛ فمثلا يجد أن مادة الكلورامفنينيكول سواء أكانت معدة في قطرة مستقلة، أو محضرة ضمن محتويات بعض القطرات المختلطة الأخرى، لها طعم مر وبعض القطرات الأخرى لها طعم مالح ...الخ.


ومن ناحية أخرى، وكي يطمئن الصائم ومن باب الحيطة ودفع الوسواس على المريض إذا شعر بطعم في حلقه أو نحوه أن يطرد طعم القطرة الموجود في الحلق، وإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه، لأن هذا مجرد طعم في الحلق ولا يصل شيء من القطرة بأي حال من الأحوال إلى المعدة.


وجدير بالذكر أن العلاج الموضعي للعين مثل؛ المراهم أو حقن تحت الملتحمة تأخذ حكم القطرة من الناحيتين الشرعية والطبية، ومن ناحية أخرى، فإن هناك أمثلة واردة في استعمال القطرات والعلاجات الموضعية للعين، بأنواعها المختلفة، في كثير من الحالات المرضية للعين منها، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي: حالات الجلوكوما (الماء الأزرق)، حالات التهابات العين المختلفة سواء كانت فيروسية أو بكتيرية أو فطرية أو طفيلية، حالات حساسية العين، حالات جفاف العين، علاج ما بعد العمليات الجراحية للعين...الخ. ولهذا لا نجد أي التباس في استعمال القطرات والعلاجات الموضعية في نهار رمضان، وحتى يتمكن المريض من الانتظام في استعمال العلاج بدون الشعور بأدنى حرج.


ويختلف حكم صيام المريض الذي أجريت له عملية جراحية في عينه حسب نوع العملية الجراحية التي أجريت للمريض، وإذا نظرنا إلى العمليات الجراحية للعين، نجد أنها تنقسم إلى قسمين أساسيين:


أ- العمليات الصغرى:
مثل عمليات الشعرة والكيس الدهني وإزالة حبيبات التراكوما (عملية الفصد) وعمليات الظفر واللحمية وتسليك مجرى الدموع وإزالة جسم غريب من على سطح القرنية بالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية صغرى، فعليه بأن يصوم وليس هناك أي ضرر يقع عليه بسبب الصيام؛ لأن مثل هذه العمليات لا تؤثر مطلقا على الصيام بأي شكل.. ويحضرنا قول المولى تبارك وتعالى "... وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" البقرة من الآية 184.
وإذا احتاج المريض إلى علاج بالفم مثل المضادات الحيوية، فيمكن أن توصف له أدوية طويلة المفعول يتعاطاها في الفترة بين المغرب والفجر أو يمكن أن يتناول المريض مثل هذه الأدوية عن طريق الحقن أثناء الصيام؛ حيث إن الحقن لا يفطر من الناحية الشرعية، كما أفتى بذلك أهل العلم، ما عدا حقن الغلوكوز؛ لأنها تعد غذاء.


ب- العمليات الكبرى:
مثل عمليات الماء الأبيض (الكتاركت) والماء الأزرق (الجلوكولما) وترقيع القرنية والانفصال الشبكي وعمليات إزالة أورام العين...إلخ. وبالنسبة للمريض الذي أجريت له عملية كبرى في عينه، فله أن يفطر، ولا حرج عليه. وهو من باب التيسير على المريض، وفق ما بين علماء الشريعة.


الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون/ المدير الطبي لمركز العيون الدولي
www.eiadeyeclinic.com

الصيام وتأثيره على العين




في الحقيقة أن هناك بعض أمراض العين تتحسن تحسنا ملموسا بالصوم.. وهذه من حكمة الله جل وعلى ، أن جعل الصوم مفيدا لصحة الإنسان وهذا مصداق لقوله تعالى في محكم التنزيل (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) البقرة الآية 184. ويمكن أن نعطي فكرة مبسطة عن أهم الأمراض التي تتحسن بالصوم مثل  الجلوكوما (الماء الأزرق) الأولية واعتلال الشبكي الناتج عن مرض السكري
يحدث مرض الجلوجوما (الماء الأزرق) في العقد السادس من العمر ويصيب الرجال والنساء بنفس النسبة تقريبا  . ويتميز بالعلامات المرضية الآتية: ارتفاع في ضغط العين، انكماش في المجال البصري  مما يؤدي في النهاية إلى حدوث ضمور بالعصب البصري الأمر الذي ينتج عنه كف البصر (العمى).

الحقيقة الثابتة، أنه وجد أن هذا المرض يتحسن تحسنا ملحوظا بالصوم ولا سيما إذا حافظ المريض على صيام شهر رمضان  بالإضافة إلى صوم النافلة ويمكن تفسير ذلك، بأنه أثناء الصيام يزيد نركيز الدم أي تقل نسبة الماء الموجودة فيه، وبالتالي يحدث انخفاض في معدل إفرازات الغدد المختلفة بالجسم. ولهذا نجد أن زوائد الجسم الهدبي بالعين المسئولة عن إفراز السائل المائي تتأثر (الميكانيزم) مما يؤدي إلى انخفاض معدل إفراز السائل المائي المسئول عن تنظيم حفظ العين فسيولوجيا.

ويمكن أن نعطي فكرة مختصرة عن دورة السائل المائي، الذي يفرز عن طريق زوائد الجسم الهدبي ويصب في الخزانة (الغرفة) الخلفية للعين ثم يمر خلال حدقة (بؤبؤ) العين إلى الغرفة (الخزانة) الأمامية، ثم إلى زاوية الخزانة الأمامية، ثم يسلك طريقه خلال الدروب الغربالية وقناة شليم إلى أن يصل إلى الأوعية الدموية الموجودة على سطح الصلبة. ولكي نحافظ على بقاء ضغط العين الداخلى في المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 12- 22مليمتر زئبقي ، فمن الضروري أن يحدث توازن بين معدل إفراز السائل المائي بواسطة زاوية الجسم الهدبي ومعدل تصريفه من جهة أخرى عبر المسالك المخصصة لذلك.

ومما سبق نجد أن الصوم يؤدي إلى انخفاض في معدل إفراز السائل المائي وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض  ضغط العين الداخلي، وهذا هو نفس المفعول الذي يحدث نتيجة استعمال العقاقير المخفضة لضغط العين التي تعمل على تثبيط نشاط زوائد الجسم الهدبي مثل عقار الدايموكس Diamox  الذي يمكن إعطاؤه عن طريق الفم  أو عن طريق الحقن.

اما النوع الأخرفهو الجلوكوما الحادة الاحتقانية وهذا النوع من الجلوكوما يحدث في العقد الخامس من العمر ويصيب النساء أكثر من  الرجال بنسبة 3 : 1  كما أن الشخص العاطفي حاد الطبع عصبي المزاج يكون أكثر تعرضا للمرض من  الشخص العاطفي الذي لا يتفاعل تفاعلا خطأ مع المشكلات التي تواجه. بالإضافة إلى أن هذا النوع يحدث بنسبة كبيرة لدى الأشخاص الذين يعانون من طول النظر حيث تتميز عيونهم بصغر حجمها والخزانة الأمامية تكود ضحلة كل أن زاويتها تكون ضيقة.

فالدور الذي  يؤديه الصوم في مثل هذه الحالات يعتبر أساسا دورا وقائيا إذ أن الصيام له تأثير ملحوظ في تحسين حالات ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسكري مما ينتج عنه كسر سلسلة التغيرات المرضية ومنع تفاقمها في هذه الحالات الأمر الذي يؤدي إلى تقليل حدوث المضاعفات إلى حد كبير ومن أهم هذه المضاعفات حدوث اعتلال الشبكية الذي يؤدي إلى تدهور حدة الإبصار إلى حد العمى. أما في حالات اعتلال الشبكية الموجود بالفعل فإن الصيام يساعد على استقرار الحالة وعدم تفاقم حدتها وهذا يعتبر في حد ذاته عاملا مهما والجدير بالذكر أنه لا يوجد أي مرض من أمراض العين يزيد حدوثه أو يتأخر شفاؤه أو يتفاقم حدته بسبب الصيام  لأنه طالما يستعمل المريض العلاجات الموضعية للعين الخاصة بهذه الحالات بصفة منتظمة ليلا ونهارا ، حيث إن جميع العلاجات الموضعية للعين لا تفطر وبالتالي لا تتأثر الحالة المرضية للعين بسبب الصيام.

ولا شك أن الحالة الفسية المطمئنة والصفاء الروحي والنفحات الإيمانية التي يعيش فيها الصائم كل ذلك يؤدي إلى استقرار حالته النفسية والعصبية حيث  يكون  الصائم أقل عرضة من غيره للإصابة بالاضطرابات العصبية والنفسية التي تؤدي إلى حدوث الجلوكوما الحادة الاحتقانية.. وأمراض اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري  وسط هذا المنطلق نستطيع أن نقول أن دور الصيام في مثل هذه الحالات يعتبر دورا وقائيا في المقام الأول .

الدكتور إياد ألرياحي                                                                                    
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي