الاثنين، 17 يونيو 2013

ضمور العصب البصري






يعتبر الإدمان على الكحول من أحد الأسباب التي تؤدي إلى إصابة العصب البصري بالضمور والتلف حيث
أجريت عليها دراسات كثيرة على مستوى العالم  منذ فترة طويلة على البلدان التي تنتشر بها ظاهرة الإدمان  الكحول إذ أظهرت  الدراسات  بتأثير  شرب الكحول على العين مما يخلق مشكلة ضمور العصب البصري

فالضمور البصري ( Optic Nerve Atrophy  )   هو حالة بصرية توثر على الأعصاب التي تحمل النبضات من العين إلى الدماغ وكلمة ضمور تعنى إضاعة أو إهدار ولا يعتبر الضمور  البصري مرضا بقدر ما هو إشارة لحالة أكثر خطورة ناجمة عن تعرض الأعصاب البصرية للتلف نتيجة أمراض عديدة وقد تسبب هذه الحالة مشاكل في الإبصار بما فيها العمى

يتكون العصب البصري  من ألياف عصبية تنقل النبضات إلى المخ وفى حالة حدوث ضمور بصري ( Optic Nerve Atrophy  )  يقوم شئ ما بالتدخل في قدرة الأعصاب البصرية على نقل هذه النبضات إلى الدماغ بشكل سليم وقد يكون التدخل ناجم عن عوامل عديدة منها إصابة العين بمرض المياه الزرقاء ( Cataract  ) · إصابة العين بانسداد في الشرايين البصرية ( Retinal Artery Occlusion    ) وجود التهاب العصب البصري الثانوي ( Secondary Optic Neuritis  )   لمرضى التصلب المتعدد الذي يؤثر على الأعصاب 


و الآن تم التوصل  بدقة إلى سبب ضمور العصب البصري عند المدمنين  فهناك عدة عوامل منها مادة الكحول أو الايثانول ( Ethanol   )  ومنها نقص الفيتامينات الضرورية مثل   B 12، B2، B6 والثايمين ( Tayman  )  والتي تنتج عن سوء تغذية والأمراض التي تصيب المدمن على الكحول، كذلك تأثير الايثانول ( Ethanol   )  المباشر على الخلايا العصبية وهذا يؤدي إلى ضعف في العصب البصري وغيره من الأعصاب مع حدوث ضمور عام في نسيج الدماغ

 وللوراثة دورا للأشخاص  الذين يعانون من فقدان البصر في إحدى العينين أولا ثم فئ الأخرى والتي تعرف باسم  ليبر الوراثية ( Lieber   )  للعصب الوراثي سوء تركيبة الأعصاب البصرية التي تكون مشكلة خلقية في الأساس إي ولدت مع صاحبها خلقية

وترتبط أعراض الضمور البصري بحدوث تغيرات في الرؤية وتحديدا في وضوحها ومواجهة صعوبة في الرؤية المحيطة كما تؤثر على رؤية وتمييز الألوان وتؤثر إلى انخفاض حدة الرؤية البصرية


من المهم أن يخضع المريض إلى الفحص الدوري إذا كان يواجه أي مشاكل  في  بصره ولاسيما المذكورة أعلاه وإذا تبين أن المريض يشكو من ضمور البصر فإننا نقوم بفحص عيون المريض بواسطة جهاز فحص العين ويلقى نظرة على القرص البصري أي المنطقة الموجودة في خلفية العين حيث يدخل العصب البصري وفى حالة الضمور البصري يكون هذا القرص باهت اللون بسبب التغير الذي طرا على تدفق الدم في الأوعية الدموية عن طريق جهاز OCT  و نقوم بإجراء فحوصات أخرى للرؤية المحيطة والألوان وإذا اشتبه بوجود ورم أو تصلب في الأنسجة قد يضطر المريض إلى الخضوع للفحص بواسطة أشعة الرنين المغناطيسى.( MRI )


لا يوجد علاج حقيقي للضمور العصب البصرى الكامل   لذا فانه من المهم إجراء فحوصات للعين بشكل منتظم وخاصة إذا كان للعائلة تاريخ مع أمراض العيون كما يجب التوجه إلى فحص العين  فور الشعور بأي تغييرات في الرؤية

يكون   علاج الضمور النسبي الحديث بالتوقف عن تعاطي الكحول أو تعويض الجسم بالفيتامينات الناقصة وبالذات B6، B12 بالحقن والحبوب التي تحتوي على الفيتامينات المختلفة والأملاح، ولكن في أغلب الحالات يحدث فيها تحسن إذا كان التراجع بسيطاً وتم علاجها بسرعة، ولكن يحتاج المريض لعدة أسابيع إلى شهر يتم من بعده التحسن.
وللأسف هذا هو نتيجة الإدمان على الكحول بشكل عام أما أنواع الكحول الرديئة وما يضاف إليها من مواد أخرى في الغالب ضارة جداً وقد تكون سامة مثل مادة الميثانول ( Mthanol   )  التي يستخدمها البعض بدلاً للايثانول ( Ethanol   )  وبذلك تؤدي للوفاة في كثير من الحالات

إن مصير مرضى الضمور البصري يعتمد على سبب المشكلة فإذا كن السبب هو التهاب العصب البصري ( Optic Neuritis  )  فعادة ما يستطيع المريض الاعتماد على الحقيقة وهى انه سوف يستعيد نظره في النهاية المطاف عندما يختفي الالتهاب أما إذا كان السبب هو اعتلال العصب البصري  فقد لا يتحسن النظر أبدا وإذا تم اكتشاف مرض المياه الزرقاء ( Glaucoma  )   بوقت مبكر يمكن علاجه بنجاح وبالتالي ستقل فرصة تفاقم الضمور البصري ( Optic Nerve Atrophy   ) وبالمثل عندما تكتشف الأورام بوقت مبكر يتم علاجها سريعا لتخفيف الضغط عن الضمور البصري وتجنب أي تلف إضافي يفقد النظر في العين لا قدر الله

 

الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

الأفلام ثلاثية الأبعاد تربك عمل الدماغ وتسبب الصداع وتشوش الرؤية






 حذر أطباء عيون من التأثيرات السلبية للأفلام ثلاثية الأبعاد على الإنسان، وبخاصة فيما يتعلق  بالصداع ونوبات الشقيقة، التي تؤثر على الرؤية والعين.

وتكمن المشكلة في أن تقنيات العرض الثلاثي الأبعاد وزحفها التدريجي إلى التلفزيونات وشاشات الكومبيوتر وصالات السينما عموما، تأتي في عصر تحول فيه الصداع إلى مرض مزمن تعاني منه المجتمعات الصناعية والفقيرة على حد السواء، فمثلا يعاني 5 في المائة من الألمان من صداع دائم، وهو ما يشكل نحو 6 ملايين إنسان، تضاف إليهم نسبة 70 في المائة ممن يعانون من نوبات منتظمة أو من صداع مزمن، و90 في المائة من هذه الحالات بسبب داء الشقيقة أو بسبب التوتر النفسي والعضلي؛ حيث تؤثر على حدة الرؤية وآلام العين المصاحبة لهذا النوع من التقدم التكنولوجي.
وهناك اختلاف بسيط لدى الكثيرين بين عضلات العينين اليسرى واليمنى، وهو اختلاف يمكن للدماغ تجاوزه، ويؤهل الإنسان للعيش بسلام من دون آلام رأس الإنسان، إلا أن الأفلام ثلاثية الأبعاد تزيد وطأة هذا الفرق على الدماغ، وتؤدي إلى حصول آلام في رأس المشاهد، ما يؤثر على الرؤية ووضوحها ويتضاعف احتمال حدوث الصداع حينما يبذل المشاهدون، المعانون من الفروق بين عضلات العينين، جهدا مضاعفا للتمتع بالصور ثلاثية الأبعاد.
عادة ما يشاهد الشخص في العين الأولى صورا بأبعاد ثلاثية بزاوية تصغر عن الزاوية التي تشاهد بها العين الأخرى، ويعمل الدماغ في مختبره على تحويل هذه المعلومات المصورة (اللقطتين) إلى صورة ثلاثية الأبعاد في العينين، إلا أن ما تصوره السينما في ثلاثة أبعاد يختلف عن حجم الصورة الحقيقية، ناهيكم عن أنه عبارة عن صور متتابعة سريعة الحركة، وهو ما يربك عمل الدماغ ويشوش صفاء الذهن.
إلى أن الفيلم الثلاثي الأبعاد يقدم للعين وهما ثلاثي الأبعاد بحجم أكبر من الحجم الذي يستوعبه الدماغ والعينين، وحينما تحاول العين الطبيعية التأقلم مع الحجم الجديد ينهمك الدماغ في عملية مضنية تتسبب في حدوث الصداع.
وفي السابق استخدمت عروض الأفلام ثلاثية الأبعاد جهازين للعرض، يعرض أحدهما صورا مخصصة للرؤية بواسطة العين اليسرى للمشاهد، ويعرض الثاني على الشاشة الصور للعين اليمنى، وحينما يضع المشاهد النظارات الخاصة بالعرض فإنه يرى فيلمين من منظارين مختلفين ومن معايير عامة مفصلة للعيون البشرية الاعتيادية، بمعنى أنها لا تراعي الفروق بين عيون الناس، وينشأ الصداع حينما تختلف معايير العرض البصري مع معايير نظر الإنسان، أو حينما يكون الفرق بين زاويتي عرض وتختلف كثيرا عن الفرق بين العينين اليسرى واليمنى.
وتستخدم دور العرض المتقدمة اليوم، وبعد غزو التقنية الرقمية، جهاز عرض واحد رقميا يدمج الصورتين المعروضتين، رغم الاختلاف بينهما، بسرعة ترادفية تبلغ 144 صورة في الثانية، وهي سرعة تفوق سرعة إدراك العين والدماغ البشريين، وتظهر الفيلم المعروض كأنه صورة واحدة ثلاثية الأبعاد، وقد ينجم الصداع هنا عن محاولة الدماغ اللحاق بالصور السريعة وتحليلها، أو عن المشاهدة من جانب القاعة؛ لأن من الظاهر أن احتمالات المعاناة من الصداع، أثناء مشاهدة العرض الثلاثي الأبعاد، تقل عندما ينظر إليها الإنسان من الوسط، وتزداد كلما ابتعد المشاهد نحو الطرفين.
و يحذر أطباء العيون من الصداع المتعلق بمشاهدة الأفلام ثلاثية الأبعاد بخاصة للأفراد الذين يعانون من مشكلات خاصة في العينين، وإذا رغب احدهم أن يشاهد العروض الثلاثية الأبعاد عليه أن يقوم باختيار مكان وسط السينما، ففي الوسط يسقط الكثير من الضوء وتجتمع الصورتان المعروضتان بشكل أفضل أمام العينين، وهذا يعني أنه لا يقع الكثير من الجهد على عين واحدة، ولا ينشغل الدماغ كثيرا في محاولة معادلة هذا الاختلال بين العينين اليسرى واليمنى،  إن النظر إلى الفيلم الثلاثي الأبعاد من جانب قاعة العرض يعني أن على الدماغ أن يبذل جهدا استثنائيا لمطابقة الصورتين، القادمة من العين اليسرى والأخرى من العين اليمنى، إضافة إلى جهد آخر لوضعهما في مستوى واحد؛ حيث ينصح مشاهدو الأفلام الثلاثية الأبعاد بتناول الكثير من الماء خلال العرض، ويطالب أصحاب دور العرض بوضع استراحة أو أكثر في أثناء عرض هذه الأفلام، لاسيما لمن يعاني من مشكلات العين والصداع والغثيان.

الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون/ المدير الطبي لمركز العيون الدولي
www.eiadeyeclinic.com

الاثنين، 3 يونيو 2013

أمراض العين المنتشرة في المدارس








إن لأمراض العين أهمية بالغة في حياتنا الإنسانية والأسرية حيث أن العين هي نعمة لا تقدر بثمن فالعين من أكثر الأعضاء تعقيدا في الجسم ، وهي المسؤولة عن استقبال الضوء والإشارات للدماغ ، وهي تعمل مثل الكاميرا الطبيعية ممتدة للدماغ. وتتكون العين من طبقات عدة تمثل العدسة والفيلم وغطاء العدسة في الكاميرا. وعلينا أن نتذكر أن أي جزء من العين معرض للمرض
 وتنتشر أمراض العيون بين طلبة المدارس بنسبة ليست بسيطة إذ بينت إحصائيات وزارة الصحة بعد إجراء فحوصات شاملة نفذتها مديرية الصحة المدرسية معاناة الطلاب في المراحل الدراسية  وبعض أمراض العيون والتي قد تتسبب بحدوث إعاقات بصرية على المستوى البعيد.

حيث يحتل قصر النظر بين الطلبة المرتبة الأولى ما بين الطلاب  ويأتي في المركز الثاني التهاب الملتحمة ومن ثم طول النظر ويليه الحول

وتكثف الصحة المدرسية نشاطاتها في متابعة وكشف حالات الإعاقات البصرية لدى الأطفال تحديدا خصوصا وأن العين في هذه الفئة العمرية تكون في تطور ونمو مستمرين وبالتالي يكون تأثير الأمراض على العين أشد وقعا وأعمق أثرا عما لدى الكبار حيث تكون العين قد استقر نموها ويعتبر قصر النظر من أكثر عيوب الإبصار شيوعا ، وللعين الطبيعية رؤية تامة ، حيث تعكس العدسة والقزحية الضوء ليعطي الصورة على الجدار الخلفي الداخلي للعين الذي يدعى الشبكية. وفي حالة قصر النظر يزداد العمق الداخلي للعين مما يوقع الضوء أمام الشبكية ويجعل صورة الأجسام البعيدة لا تظهر بوضوح.

ويأتي الكسل البصري في مقدمة الأمراض الأكثر شيوعا وينتج عن التأخر في تشخيص الأخطاء الإنكسارية مثل طول أو قصر النظر والانحراف (الإستجماتزم)  وبالتالي عدم علاجها في الوقت المناسب مما يؤدي إلى التدني المستمر في الإبصار. وعادة ما يبدأ قصر النظر في الطفولة وتزداد درجته تدريجيا أثناء النمو والمراهقة وتستمر عادة مع اكتمال النمو عند سن الثامنة عشرة وأحيانا بعد ذلك. ويعنى قصر النظر أن المصاب به يستطيع رؤية الأشياء القريبة بوضوح بدون نظارة ، ولكنه لا يستطيع رؤية الأشياء البعيدة بوضوح ، وكلما زادت درجة قصر النظر يقل وضوح البعيد ويزداد سمك عدسات النظارة المستخدمة.

يشار إلى أن الكشف عن الكسل البصري عند الأطفال قد لا يكون بالأمر السهل سواء بالنسبة للوالدين  وللتغلب على هذا المرض يجب اعتماد وسائل الكشف المبكر عن طريق الفحص الروتيني الدوري لعين الطفل ومن الأجدى أن يتم فحص عين الطفل على ثلاث مراحل قبل دخوله المدرسة ، الأولى عند إتمامه السنة الأولى من العمر ، والثانية عند السنة الرابعة من عمره ، والثالثة قبل دخوله الصف الأول أي عند بلوغه السادسة من عمره

وهناك أيضا التهاب ملتحمة العين وهي الغشاء الذي يبطن السطح الداخلي للجفون ويغطى الجزء الأبيض من العين. ويكون هذا الالتهاب إما بكتيريا أو فيروسيا أو نتيجة حساسية العين لمواد معينة. وهو معد حيث يمكن أن ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر. ويتميز التهاب الملتحمة بحدوث احمرار شديد بالعين لذلك يسمي ب"العين الحمراء .Red Eye"

 ففي الأونه الأخيرة كثر انتشار مرض التهاب الملتحمة الفيروسي فهنالك خطورة بالاستهانة في المرض، حيث ينتقل الفيروس بسبب العدوى بين طلاب المدارس، وله عدة أنواع أخطرها فيروسات تدخل مجرى العين، وتؤثر على مركز  العين و الرؤية ، وتكمن خطورته في إمكانية إصابة القرنية بالعمى

حيث أن المدارس أخطر أماكن  انتشار العدوى، وأحيانا يصاحب الالتهاب بنزيف، وفي هذه الحالة تعطي قطرات لتهدئة الذي من علاماته احمرار بياض العين، ودمع العينين والإحساس بوخز الإبر أو الرغبة بالحكة، والإحساس بوجود رمل أو بانزعاج في العينين، أو التصاق الجفنين معا

وعن طرق الوقاية لا بد من عدم استخدام الأفراد المصاحبين للمريض أي أدوات يستخدمها المصاب، وتوخي النظافة لضمان عدم الإصابة بالعدوى، أو نقلها لشخص آخر، فهي تنتقل بسهولة من  اليد إلى العينين، واستعمال مناشف أو فوط مستقلة، وغسل اليدين بعد لمس العنين أو غسلها، وغسل العينين بماء فاتر، أو بقطرات الدموع الاصطناعية

و     من أجل مكافحة الإعاقة البصرية بين أطفال المدارس‏ ‏لا بد من إجراء توعية ما بين طلبة المدارس وما بين معلمي المدارس للفئات العمرية التي تتراوح ما بين 6-18 سنه وذلك بهدف التعريف بأمراض العيون المختلفة وكيفية التخلص منها وتجنبها  حيث أن ‏80%‏ من أمراض العيون من الممكن تجنبها إذا اتبعنا الطرق الوقائية البسيطة تطبيقا لمقولة‏(‏ الوقاية خير من العلاج‏)‏ ومنها غسل الوجه عدة مرات يوميا‏,‏ وعدم لمس العين بالأيدي وزيارة الطبيب بصفة دورية لعمل كشف دوري و لا بد تنظيم مشروع لدورات تدريبية للأمهات والمدرسات لتوعيتهن بالإعاقة البصرية وكيفية التصدي لها والمحافظة على سلامة العين 


الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

www.eiadeyeclinic.com

الأحد، 2 يونيو 2013

إجهاد العين والتكنولوجيا الحديثة





لا يمكننا نكران الرفاهية والراحة التي استطاعت الحياة الحديثة أن تؤمنها للبشر في مختلف المجالات, ولكن لا بد أن يكون هناك مقابل لهذه الحياة المريحة التي لا يمكننا الاستغناء عنها اليوم, وهي سلبيات التقنيات الحديثة التي غالباً ما تعود بالضرر على الصحة من جراء كثرة استعمالها.

وأكبر مثال على هذه الحالة هي أجهزة الكمبيوتر التي أصبحت جزءاً أساسياً في كل بيت أو مكان للعمل, كما أن الاعتماد على استخدام الكمبيوتر أمر لا مفر منه سواء في مجالات العمل أو التسلية, ورغم ذلك فإن أجهزة الجسم البشري العضلية والعظمية والبصرية لا تستطيع التكيف مع التوتر والتعب الذي تتعرض له مع هذه الأجهزة المتطورة جداً.


من الأخطاء التي يقع فيها كثير من مستخدمي الحاسوب (الكمبيوتر) تعرضهم لإجهاد العينين واحمرارهما كلما طالت مدة جلوسهم أمام الشاشة، بدون مبالاة، معتبرين ذلك أمرا طبيعيا! ولا غرابة أن أجهزة الكمبيوتر تسبب إجهاد العين، فقد أظهرت الدراسات أن مستخدمي الكمبيوتر يميلون إلى التحديق في الشاشة المتوهجة ضوءا دون الرمش لفترات أطول بكثير مما كان يفعل مستخدمو الآلات الكاتبة

وأن العديد من مستخدمي الكمبيوتر يجلسون وجها لوجه أمام الشاشة
وبالإضافة إلى ذلك، فإن شاشات الكمبيوتر تعكس قدرا كبيرا من الوهج من الأجسام اللامعة المجاورة لها، حتى من ملابس المستخدم نفسه

وهذا هو السبب في أن كثيرا من الناس المستخدمين له يعانون من مشاكل العين بسبب الجفاف ومهما كانت مدة استخدام الكمبيوتر، سواء ليوم أو لبضع ساعات فقط في الأسبوع، فإن ذلك بعد فترة من الزمن سوف يسبب آلاما في الرقبة، واحمرارا في العين وآثارا مختلفة في كل جزء من الجسم تقريبا وهناك خطوات يمكن لمستخدمي الحاسوب (بل يجب عليهم) أن يتخذوها للحد من المضاعفات والسلبيات المترتبة على استخدام الحاسوب  منها أجراء فحص دوري شامل للعين لمستخدمي الكمبيوتر،وذلك على الأقل مرة في السنة.

ولا بد من الابتعاد عن الشاشة بمسافة لا تقل عن 50 سم  والجلوس على كرسي ثابت ومريح وقابل للتعديل  ولا بد من التوقف عن العمل كل 20 دقيقة أو نحو ذلك، والنظر في إرجاء الغرفة، حتى يمكن للعينين التركيز على الأشياء البعيدة،على مسافة 20 متر على الأقل  وهذا بمثابة تمرين للعين يساعد على منع إجهادها ولتغير البعد البؤري لعدسة العين  ولا بد من الانتباه بوضع جميع المواد التي تستخدم على نفس المسافة، كما الشاشة، وهذا يقلل من إجهاد العين والرقبة ولا بد من وضع شاشة الحاسوب في زاوية 35 درجة اقل من مستوى العينين، وهذا يقلل من الإصابة بالعين الجافة
ولا من مستخدمي الكمبيوتر من استخدام الدموع المصطنعة الخالية من المواد الحافظة بشكل متقطع خلال استخدام الكمبيوتر، وهذا يقلل من احمرار العين وحساسيتها، فمعظم حالات التعب الناتج عن الحاسوب ناجمة عن العين الجافة وللوقاية من ذلك  

- وأخيرا، فلا بد من  أخذ راحة أثناء استخدام الكمبيوتر، للمشي في الغرفة، ومحاولة عمل بعض المهام غير الحاسوبية لمدة 15 دقيقة مثل الأعمال الرياضية  كل ساعتين أو ثلاث ساعات

فا"إجهاد الكمبيوتر للعين" لا يمكننا تصنيفه تحت قائمة الأمراض الطبية، لكنه هو بمثابة رد فعل لظروف بيئة العمل التي تتواجد فيها فعيناك هبه من الله فحافظ عليها

الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

السبت، 1 يونيو 2013

فوائد طرق تصحيح العيوب الانكسارية في العين





تعد العين من الأعضاء الفائقة الحساسية في جسم الإنسان والمعقدة التركيب وأية مشكلة تصيب العين لا قدر الله و تحتاج إلى إجراءات دقيقة للعلاج إذ أن العين تتعامل مع الضوء الذي تخدمه لترى الأشياء والأجسام الساكنة والمتحركة القريبة والبعيدة وأي خلل بسيط جداً في شكل أو تركيب أي من مكونات العين بسبب خلل في الرؤية ويحتاج إلى علاج أو تصحيح النظر بمعنى آخر.    
في القديم كان الاعتماد الكامل على استخدام النظارات الزجاجية لتعديل زاوية سقوط الضوء الداخل للعين . وسواء كانت نظارات أو عدسات لاصقة فإنها أثبت نجاحها وأهمية في إعادة قوة النظر ليرى الإنسان من خلالهما بصورة واضحة وسليمة . وحتى أيامنا هذه فان النظارات الطبية لا زالت تستخدم من قبل العديد ممن يعانون من بعض المشاكل في النظر ، بالرغم من إمكانية عمل العمليات الجراحية لتصحيح النظر لهم  وإعادته طبيعيا بدون أي نظارات أو عدسات لاصقة بعد إجراء العملية . إلا أن الرهبة والخشية من الاقتراب من أغلى جزء في جسم الإنسان يدفع البعض للتردد من أن يقوم بعلاج داخلي لها وتفضيل الاعتماد على التصحيح الخارجي باستخدام النظارات في حين يبادر غيرهم بجرأة للاستسلام تحت رحمة تقنيات تصحيح النظر التي تعد من العمليات التجملية والغير مفروضة على الفرد وكل حسب إرادته ورغبتيه

فالعين الطبيعية الخالية من العيوب تتميز بوجود تناسب بين قوة القرنية والعدسة وموقع الشبكية التي تقع على مسافة 24 مليمتراً خلف القرنية. وهذا التناسب يجعل الضوء الساقط على العين يتركز على الشبكية تماماً، وأي اختلال فيه يؤدي إلى حدوث عيوب البصر والتي تسمى في الكثير من الأحيان بالعيوب الانكسارية دلالة على الخاصية الفيزيائية للعدسة والقرنية في عملية انكسار الضوء وان كل هذه العيوب منشؤها خلل في القوة الانكسارية مثل قصر النظر  طول النظر انحراف البصر

 عزيزي القارئ ربما تتمنى يوما ما  أن تستيقظ  في الصباح دون التحسس إلى نظارتك الطبية أو الصراع في وضع العدسات اللاصقة دون قيود في قيادة السيارة أو خوف من احتمالية وقوع النظارة الطبية وخدش عدساتها أو إصابة العين بالالتهاب نتيجة استخدام العدسات اللاصقة والتعرض لأشعة الشمس خلال عملية  القيادة وبحتك عن وظيفة ما قان ذلك يتطلب الدقة في النظر و الابتعاد عن التغيرات البصرية الأمر الذي  يشكل خطورة عليها، ولما لها من حساسية بالغة في سير أمور العمل خاصة الأمور الحسابية والأمور التي تتطلب سرعة البديهة في العمل كالطيران أو الأعمال العسكرية أو الأعمال التي تتطلب القراءة والمطالعة كالتدريس والمهن الحرفية والصناعية التي تتطلب الدقة وغيرها من المهن التي  تتطلب استخدام الكمبيوتر وغيرها من أمور مفيدة تجعلك عضو فعال في المجتمع ومتأنق ومتألق لأنك من   الأشخاص الذين يميلون إلى ممارسة الرياضة بكافة أنواعها من السباحة وركوب الخيل أو سباق السيارات أو بعض الرياضة  وفي سير أمور حياتك وهواياتك الشخصية   
فعامل الوراثة والسلالات العائلية المتوارثة مهم في تحسين الشكل والمظهر في المقام الأول ومن ثم العمل على تحسين السلالات العائلية التي ندعو بالابتعاد عن زواج الأقارب والتكرار المستمر لذلك    
إن طرق تصحيح النظر تعمل على إعادة تشكيل القرنية لتعديل البعد البؤري للعين سواء باستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة أو اللجوء إلى عمليات تصحيح النظر التي تعيد للعين قدرتها على تجميع الضوء وتركيزه تماما على الشبكية كما في العين الطبيعية

الدكتور إياد ألرياحي
 استشاري طب وجراحة العيون/ المدير الطبي لمركز العيون الدولي