الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

انسدال الجفن






 تتعدد أسباب حدوث انسدال الجفن المكتسب منها ضعف أو انفصال جزئي في اتصال وتر العضلة الرافعة الأمامية للجفن بالجفن نفسه، ويحدث هذا بسبب تقدم العمر، او إصابة أو عملية في العين، أو استخدام العدسات اللاصقة لفترة طويلة في هذا النوع من انسدال الجفن وتكون وظيفة العضلة الرافعة للجفن طبيعية.

ومن أسبابه إصابة في العصب القحفي الثالث oculomotor المعصب للعضلة الأمامية الرافعة للجفن وينتج هذا عن أسباب كثيرة كإصابة في الرأس، ورم في الدماغ، توسع في أحد الأوعية الدموية الرئيسية داخل الرأس، جلطة في أحد الأوعية الدموية المغذية للعصب القحفي الثالث، أو اعتلال خلقي في العصب القحفي الثالث، انسدال الجفن بسبب إصابة في العصب القحفي الثالث يكون من النوع الشديد ويصاحبه "حول" في العين المصابة.
ومن أسباب انسدال الجفن إصابة في العصب السميتاوي "المتعاطف"  sympathetic المعصب للعضلة الخلفية الرافعة للجفن وهذا النوع من انسدال الجفن يكون من الدرجة البسيطة ويصاحبه صغر في حجم حدقة العين وارتفاع بسيط بالجفن السفلي في نفس الجهة المصابة.

ومن تلك الأسباب ضمور مكتسب في العضلة الرافعة للجفن كما في مرض شلل عضلات العين الخارجية المزمنة التدريجي وهذا النوع من انسدال الجفن قليل الحدوث، وفي هذا النوع من انسدال الجفن تكون وظيفة العضلة الرافعة للجفن ضعيفة.
اختلال في نقل السيالات العصبية من العصب إلى العضلة الرافعة للجفن ومن أشهر الأمراض المسببة لهذا النوع من انسدال الجفن؛ مرض الوهن العضلي الوخيم، وتجدر الإشارة هنا إلى أن انسدال الجفن بعد أخذ حقنة البوتكس بالقرب من العين يحدث أيضاً بسبب اختلال في نقل السيالات العصبية من العصب إلى العضلة الرافعة للجفن، لكن هذا الاختلال مؤقت ويزول تلقائيا خلال فترة 6 أسابيع تقريباً، فضلا عن أن انسدال الجفن يحدث بسبب ثقل في الجفن العلوي إما لورم في الجفن، التهاب، أو تجمع سوائل.

إن نسبة قليلة جداً من انسدال الجفن يمكن علاجه عن طريق الأدوية كمرض الوهن العضلي الوخيم، عند انسدال الجفن بسبب أخذ حقنة بوتكس بالقرب من العين يمكن أن يعطى المريض قطرات تساعد على رفع الجفن قليلا ريثما يزول مفعول حقنة البوتكس. ويكون علاج انسدال الجفن عن طريق التدخل الجراحي في الغالبية العظمى من الحالات. 
في حالة انسدال الجفن الخلقي يفضل إجراء العملية في وقت مبكر من حياة الطفل إذا كان الجفن يغطي حدقة العين أو نتجت عنه عيوب انكسارية تؤثر على وضوح الرؤية في العين المصابة وذلك لتلافي حدوث كسل في العين، أما إذا كان انسدال الجفن الخلقي من النوع المتوسط فينصح بإجراء العملية في سن قبل دخول المدرسة لتجنيب الطفل الإحراج من زملائه في الدراسة، أما انسدال الجفن عند البالغين فتجرى العملية في أي وقت يرى المريض حاجة لإجرائها. 
في حالة انسدال الجفن البسيط يمكن شد العضلة الخلفية الرافعة للجفن عند طريق الجزء الداخلي للجفن مع عدم الحاجة لإجراء فتحة في الجلد بشرط أن تكون وظيفة العضلة ممتازة وشد العضلة الأمامية الرافعة للجفن ويتم الوصول للعضلة عن طريق فتحة صغيرة في طوية الجفن العلوي بشرط أن تكون وظيفة العضلة جيدة أو مقبولة.
وفي حالة أن وظيفة العضلة ضعيفة فيتم استخدام دعامة لتوصيل الجفن بالعضلة فوق الحاجب للاستعانة بها لرفع الجفن، ويعطى المريض مضاداً حيوياً موضعياً لمدة أسبوع تقريباً بالإضافة إلى استخدام مرهم وقطرة لترطيب العين في الأسابيع الأولى بعد العملية.

كسل العين من أهم مضاعفات انسدال الجفن عند الأطفال إذا لم يعالج في فترة مبكرة من العمر، فبعض المرضى قد يشتكي من الصداع بسبب الجهد الذي يبذله المريض لفتح العين المصابة بانسدال الجفن لفترات طويلة. 
بالنسبة للمضاعفات الناتجة عن العملية، قد يصاب المريض بالتهاب أو نزيف في الجفن وهذه نادرة الحدوث. بعض المرضى قد يحتاج إلى أكثر من عملية للجفن للحصول على نتائج مرضية.

الدكتور إياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون/ 
المدير الطبي لمركز العيون الدولي
www.eiadeyeclinic.com

الخميس، 19 سبتمبر 2013

مرض السكري و تأثيره على العيون






مرض السكر يعتبر أحد الأسباب  المعروفة لحدوث التحلل المتكرر قي  الخلايا السطحية للقرنية. فمرض السكر من الأمراض القليلة  التي تسب المياه بيضاء الشيخوخية ولكن في سن مبكرة.وإذا حدث نزيف في الخزانة الأمامية وارتفاع في  ضغط العين التي تعد من  أحد المشاكل الناجمة عن إهمال علاج تأثير مرض  السكر على الشبكية.والعصب البصري فهي أكثر أجزاء العين تأثراً بالسكر حيث يتكون  من شعيرات دموية ضعيفة على سطح الشبكية وهذه الشعيرات عرضه لحدوث انفجار ونزيف على سطح الشبكية أو بالجسم الزجاجي.

وكذلك العصب البصري يتكون على سطحه شعيرات دموية ضعيفة والمشاكل السابق ذكرها يمكن أن تؤدى إلى حدوث انفصال شبكي وفقدان القدرة على الإبصار.إذ يبدأ المريض في الشعور بتغير في حدة الإبصار خلال اليوم الواحد من تحسن في الرؤية إلى تدنى ثم إلى تحسن حسب نسبة السكر وذلك بسبب تأثر عدسة العين بالتغيير في نسبة السكر في الدم.

كما يشعر المريض خلال الشهور المتتالية بتدهور تدريجي في النظر وذلك نتيجة لحدوث إرتشاح ونزيف بشبكية العين وظهور أوعية دموية جديدة غير طبيعية مما قد يؤدى إلى نزيف بالجسم الزجاجي وانفصال شبكي في بعض الأحيان . وأحياناً يتسبب في الإصابة بالمياه الزرقاء (الجلوكوما) وقد ينتهي الأمر بفقد القدرة على الإبصار.

ويجب التنبيه إلى أن تأثر العين بالسكر قد يكون بدون أية أعراض يشكو منها   المريض ومن هنا تأتى أهمية الكشف الدوري المنتظم على العين لمتابعة ما قد يستجد على العين من تغيرات نتيجة مرض السكر وعلاجها مبكراً قبل أن تحدث أية مضاعفات.

وعند وجود أية تغيرات بالشبكية نتيجة لمرض السكر قد يحتاج المريض إلى تقييم لحالة الشبكية وذلك بتصوير قاع العين بالفلوروسين.فهو صبغة خاصة تحقن  داخل أحد أوردة اليد تمكنه من تصوير قاع العين والأوعية الدموية الخاصة بالشبكية عن طريق كاميرا خاصة بذلك وصبغة الفلوروسين لا تسبب أية أضرار لجسم الإنسان.

وطبقاً لنتيجة تصوير قاع العين بالفلوروسين يحدد وسيلة العلاج المناسبة حيث يمكن الاكتفاء بتنظيم علاج السكر مع الطبيب الباطني مع المتابعة الدورية المنتظمة للعين إذا كانت هناك تغيرات طفيفة بالشبكية وقد يحتاج المريض لعلاج بأشعة الليزر عند وجود أية  أوعية دموية غير طبيعية بالشبكية وربما يحتاج المريض إلى التدخل الجراحي إذا كانت هنا تليف شديد بالشبكية أو انفصال شبكي أو عند حدوث نزيف بالجسم الزجاجي للعين.
وظهر مؤخراً في المجال الطبي لطب العيون علاج تأثير مرض السكري على الشبكية الذي يعالج عن طريق الحقن وذلك بعد ظهور الأشعة المقطعية للشبكية (OCT).إذ يوجد نوعان من الحقن: حقن الكورتيزون وحقن الأفاستن ولكل استخدام بناءاً على الحالة العلاجية والمتأثرة بمرض السكري وأشعة الليزر تعد العلاج الأساسي والهام لعلاج التغيرات التي تحدث بالشبكية بسبب السكر خاصة الحالات المتقدمة منها حيث أن أشعة الليزر تحد من عوامل فقد القدرة على الإبصار وتحاول منع المزيد  من مضاعفات السكر على العين. وأشعة الليزر لا تسبب أي أضرار كما هو شائع بل على العكس قد يتسبب التأخر في العلاج بأشعة الليزر في بعض الحالات إلى تدهور حدة الإبصار ويجب أيضاً أن نذكر أن العلاج بالليزر قد لا يسبب التحسن في قوة الإبصار بل يحافظ على مستوى الإبصار ويحد من تدهوره.

ومريض السكر قد يحتاج إلى تكرار العلاج بأشعة الليزر وفقاً لحالة الشبكية وفى بعض الحالات المتقدمة من الممكن أن تتزايد حدة المرض رغم استعمال أشعة الليزر وذلك بسبب طبيعة مرض السكر وليس نتيجة العلاج بالليزر.

ونلجئ إلى التدخل الجراحي لمريض السكر في الحالات المتقدمة لمرضى السكر مثل حدوث نزيف بالجسم الزجاجي للعين أو عند حدوث انفصال شبكي أو وجود تلفيات ناتجة عن هذا المرض بالعين وتتوقف نسبة نجاح هذه العمليات على مدى تأثر شبكة العين بهذا المرض.

 كل ذلك كان في السابق والى أن تم اكتشاف عدة طرق لعلاج الشبكية مثل استخدام لمصل "افاستين" وقبل ذلك "فوتو داينمك ثربي" أي العلاج الضوئي الديناميكي.. وقبل ذلك كان العلاج بالليزر.. كل تلك العلاجات السابقة كانت تعمل على إيقاف استمرارية أعراض المرض فالمريض كان يخسر قدراً معيناً من الرؤية لكنه سيحافظ على ما تبقى هذا ما كانت تقوم تلك العلاجات السابقة قبل اكتشاف مصل "لوسنتنس" والذي أجريت عليه أبحاث طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية.. و الفرق بين العلاج السابق والعلاج بالمصل الجديد  مصل "اللوسنتنس" لديه دور أكبر في العين حيث انه لا يوقف استمرارية المرض كسابق الأدوية ولكن يحسن النظر والرؤية لدى المريض فهو يعمل بالاتجاهين حيث يوقف استمرارية المرض ويحسن الرؤية لدى المريض. و يعني أن الاعتلال الشبكي المتعلق بتقدم السن هو  مرض موجود في الشرق الأوسط وطبعاً في الخليج والمملكة.. لكنه ليس بالكثرة الموجود بها في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد المرض الأول في النظر لديهم وقد استطعنا اكتشاف أننا يمكننا استخدامه لمرضى السكري الذين يعانون من مشكلة النظر.ونستخدمه حالياً لمرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الشبكية.. والواقع عندما نستخدمه بضرب الإبرة  في العين نرى النتائج الايجابية خلال ثلاثة أيام ويرى ذلك المريض ويشعر به بنفسه.

والاعتلال الشبكي المتعلق بتقدم السن يمكن أن يحدث من سن الستين وما فوق حيث يحصل غشاء تحت الشبكية.. لذلك المصل الجديد ليس فقط يوقف الغشاء الموجود تحت الشبكية لكنه يساعد على تحسين النظر والرؤية. ومصل لوسنتس يستخدم ً لمرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الشبكية بسبب كثرة هؤلاء المرضى عن مرضى اعتلال الشبكية بسبب كبر السن و الواقع أن مصل أفاستين مخصص لسرطان القولون.. أساساً ونحن كأطباء.. علينا إيجاد البديل.. وجدنا البديل وهو مصل "لوسنتس"

فالتشخيص السليم والعلاج المبكر قد يقي مريض السكر من العمى لذا فإن الكشف الدوري المنتظم من الضروري حيث  بمكان من المحافظة على صحة النظر بشكل أفضل أما الحالات المتقدمة فيهدف العلاج إلى المحافظة على نسبة النظر الباقية أو تأخير تدهور النظر لأطول فترة ممكنة و يجب على الشخص المحافظة على معدل طبيعي للسكر في الدم كما ينصح بعلاج أي أمراض أخرى يعانى منها المريض بالسكر كارتفاع ضغط الدم وكذلك السمنة والتدخين كعوامل مشتركة تزيد من مضاعفات السكر على العين.


الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي

الخميس، 29 أغسطس 2013

كسل العين او الكسل البصري





إن الأطفال حديثي الولادة يبصرون بكل تأكيد، وتظل قدرتهم على الإبصار في تحسن مستمر خلال الأشهر الأولى من  عمرهم وخلال سنوات الطفولة المبكرة، سيظل الجهاز البصري والنظر في حالة من النمو والتغير المستمر.  و يظل النظر في حالة تطور قابلة للتغير خلال فترة السنوات التسع الأولى من عمر الطفل.

و يحدث كسل العين عندما تكون حدة البصر في إحدى العينين أقل من الأخرى ، بدون أي سبب عضوي ظاهر.  حيث يتم اكتشاف حالات كسل العين، عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين. و من الممكن علاج العين الكسولة عند الطفل إذا اكتشف الحالة في مرحلة مبكرة


و كسل العين  يحدث عندما تكون حدة البصر في إحدى العينين أقل من الأخرى ، بدون أي سبب عضوي ظاهر كأن يكون لطفل مصاباً بقصر أو طول نظر في العين، ويظهر كسل العين أيضاً في بعض حالات الحول، وذلك عندما تنقل العين صورة غير واضحة أو مزدوجة للمخ، وبالتالي فإن المخ يرفض هذه الصورة فيتم تجاهلها وسرعان ما يتوقف الطفل عن  استخدام هذه العين بطريقة لا شعورية، وتكون نتيجة ذلك الإصابة بكسل العين والذي يتطور شيئاً فشيئاً تاركاً الطفل ضعيف البصر في هذه العين مدى الحياة إذا بقيت الحالة بدون علاج

و هناك ثلاثة أسباب رئيسية لهذه الحالة الحول و قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية الانحراف . إعتام العدسة (المياه البيضاء)، أو ارتخاء الجفن، أو غيرها مما قد يسب إعاقة للاستخدام الطبيعي للعين.  وبصفة عامة، فإن أي عامل يعيق تركيز صورة واضحة داخل العين ، يمكن أن يؤدي إلى إصابة عين الطفل بالكسل.


و يتم اكتشاف حالات كسل العين، عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين، وهذا يتم من خلال الفحص  لقياس قوة الإبصار.ومن الممكن تحسين الرؤية باستخدام النظارات المناسبة، ويتم فحص الأجزاء الداخلية للعين ؛ بحثا عن أمراض قد تكون السبب وراء انخفاض القدرة البصرية ؛ مثل (المياه البيضاء)، أو غيره من الأمراض.


من الممكن- علاج العين الكسولة عند الطفل إذا اكتشف الحالة في مرحلة مبكرة . وكلما أمكن الإسراع في علاجه كلما كانت الفرصة أكبر في استرجاع البصرو الذي فقده بسبب كسل العين، وكلما تأخر العلاج كلما طال أمد استرداد الرؤية بالعين، حتى يصل الطفل إلى سن السادسة أو السابعة تكون الحالة قد تضاعفت بشكل كبير، ونادراً ما تفيد كل خطط علاج الكسل في هذه المرحلة. وقد تصاب كلتا العينين بالكسل ويحدث ذلك عندما تكون الرؤية ضعيفة بكلتا العينين في السنوات الأولى من الطفولة، كأن يعاني الطفل من طول النظر، أو أن يولد بقرينة معتمة، أو بعتامه خلقية في العدسة.وهناك طرق كثيرة لعلاج كسل العين منها تغطية العين وهي أكثر الوسائل فاعلية كذلك النظارات الطبية أو نوع من القطرات والمراهم للعين والهدف من تغطية العين السليمة هو تشجيع العين الكسولة للعمل وبالتالي فإن الرؤية فيها تتحسن، وقد تكون التغطية مصاحبة لوصف النظارات الطبية لمساعدة العين على الإبصار بأوضح صورة ممكنة. 

ويتم وضع خطة معينة لتغطية العين،  لكل طفل كل حسب حالته وسنه وسبب كسل العين عنده، وفي معظم الحالات التي يكون فيها حول العين هو سبب الكسل في المقام الأول، ثم يأتي دور إصلاح الحول  جراحياً فيما بعد. وفي بادئ الأمر يجد الطفل صعوبة في الرؤية بالعين الكسولة، ويشعر بعدم ارتياح، ومن الطبيعي أن يحاول خلع غطاء العين لا سيما في الأسابيع الأولى، هنا يأتي دور الأب والأم وكل أفراد العائلة في تشجيع الطفل وتحبيب الغطاء له، ويستطيع الأب أو الأم أن يرتدي الغطاء على عينة أمام الطفل في الأيام الأولى حتى يتقبل الطفل ذلك ويحذو حذو أبيه أو أمه. كما أن تزيين الغطاء ببعض الرسوم الزاهية أو تركه للطفل كي يزينه بنفسه من شأنه أن يشجع الطفل على الاستمرار في التغطية


ومن مضاعفات إهمال علاج كسل العين  ضعف غير قابل للعلاج بالرؤية في العين المصابة. و إمكانية فقدان القدرة على إدراك عمق الأهداف لمرئية حيث ولا بد من  القيام بتوجيه الوالدين حول العلاج المناسب، إلا أن المسئولية تقع في المقام الأول على الأبوين ، فيما يتعلق بتنفيذ العلاج ؛ فما من أحد من الأطفال يرغب في تغطية عينه السليمة، ولكن ينبغي على الأبوين إقناع طفلهما بعمل الشيء الذي يحقق مصلحته باستخدام أسلوب اللعب معهم  ويعتمد العلاج الناجح - في أغلب الأحوال - على اهتمام الأبوين، ومشاركتهما، وقدرتهما على جعل الطفل يتقبل هذا الأمر.ويعتمد العلاج الناجح لحالات كسل العينكذلك - على مدى شدة الحالة، وعمر الطفل عند بدء العلاج، فإذا تم اكتشاف وعلاج الحالة مبكرا، فسوف يحقق الطفل - في أغلب الأحوال - تحسنا في الرؤية

 الدكتور إياد ألرياحي
استشاري طب وجراحة العيون والمدير الطبي لمركز العيون الدولي


الاثنين، 12 أغسطس 2013

مشكلات ضعف البصر.. أعراضها وأسبابها





إن تطور البصر الطبيعي لدى الطفل عند الولادة إلى أن يكبر حيث يكون  قادرا على تثبيت عينيه على الضوء، وتوجيه عينيه إلى مصدر الضوء، كما أن البؤبؤ يستجيب عند تعرضه للضوء، وكذلك العين ترمش للمثير نفسه، علما بأن قوة الإبصار التقديرية هنا تكون 240/6. كما أن من ألطبيعي  أن نلاحظ «حولا» متقطعا، أي أن العينين لا تكونان متوازيتين في جميع الأوقات.
وبحلول الشهر الأول إلى الثاني من عمر الطفل يكون الطفل قادرا على التركيز على وجه الأم على سبيل المثال، بل ومتابعته، وتصبح العينان أكثر اتزانا معا أو تقل درجة الحول السابقة ولكنها لا تختفي بالضرورة، وتقدر درجة الإبصار هنا بـ180/6 إلى 90/6.

وفي الفترة من 3 إلى 6 شهور يكون الطفل قادرا على تثبيت ومتابعة الأشياء الصغيرة وليس الكثير كالوجه في الفترة السابقة، وتصبح العينان متوازيتين، أي لا يكون هناك حول، وتقدر قوة النظر بـ18/6 إلى 6/6.

وعليه فإن قوة الإبصار والتحكم في الحول عند الولادة تكون بدرجة «مقبول»، ولكنها غير معدومة، وعند عمر شهرين تصبح بدرجة «جيد»، وعند عمر 6 شهور لا بد أن تكون بدرجة «ممتاز»، أي يكون النظر ممتازا ولا يوجد حول.

وعليه، إذا خرج طفل عن هذا الترتيب فقد يكون هذا انعكاسا لمشكلة في النظر وتصبح المراجعة الطبية واجبة.

خلل البصر للأطفال وهناك علامات تستوجب من الوالدين المراجعة الدورية لطفلهما  وهي:
- أولا: وجود خلل واضح في عين أو العينين بالإضافة إلى كون الطفل لا يرى، على سبيل المثال:

* وجود عتامة في العين.
* وجود رجفة أو اهتزاز.
* وجود حول بدرجة كبيرة وغير متقطعة.
* يثبت الطفل نظره إلى جهة واحدة طوال الوقت.
* يثبت الطفل نظره إلى الإضاءة فقط طوال الوقت.
* قيام الطفل بدعك عينيه بشكل مستمر ,لا نقصد حكة العين.
* العين لا تثبت في مكان واحد.

- ثانيا: وجود مشكلات عامة لدى الطفل، إضافة إلى الشك بأنه لا يرى، سواء قبل أو مع أو بعد الولادة، نذكر على سبيل المثال:

* وجود تشنجات لدى الطفل.
* نقص الأكسجين عند الولادة.
* تأخر عام للنمو عند الطفل.

هنا لا يجوز الانتظار لأن ضعف النظر قد يكون ناتجا عن الحالة العامة للطفل.

- ثالثا: وجود حالات ضعف نظر وراثية في العائلة، إذ إن معاناة رضيع من ضعف في النظر قد تكون حالة مرتبطة بحالة أخته الكبرى أو ابن عمه الذي عانى من حالة مشابهة، علما بأن حالات الوراثة لا تكون جميعا بالحدة نفسها أو الظهور في الوقت نفسه.

* ضعف البصر عند الأطفال حيث  لا يختلف في الجوهر، في كثير منه، عما لدى الكبار. ولكن يختلف في النسبة، وعلى سبيل المثال، فإن الماء الأبيض سبب رئيسي لضعف البصر لدى كبار السن ولكن ليس كذلك لدى الأطفال، ولكنه لا يزال سببا مهمّا.

وعموما يمكن تقسيم أسباب ضعف النظر لدى الأطفال كالتالي:

- أخطاء انكسارية: قصر النظر، طول النظر، الاستغماتزم. وهي حالات تحتاج إلى علاج بالنظارة الطبية  
- الحول، حيث إنه عادة ما يحدث كسل في العين المنحرفة.
- عيوب وأمراض داخل العين، على سبيل المثال: عتامة في القرنية، عتامة في عدسة العين، خلل في الشبكية. وكل هذه قد تكون ناتجة عن عيوب خلقية أو التهابات في العين أو إصابات.
- أمراض عامة لدى الطفل تؤدي إلى ضعف العين مثل التهاب السحايا، نقص الأكسجين لدى الولادة، أمراض الجهاز العصبي العامة.
- أمراض وراثية في العائلة، علما بأن هذه الأمراض لا تظهر في جميع الأجيال بالدرجة أو الحدة نفسها، وكذلك فإن ظهور هذه الأمراض الوراثية يتفاوت، فبعضها يظهر عند الولادة وبعضها يظهر بمرحلة الطفولة وبعضها عند البلوغ وهكذا.

* وهنالك حقائق مهمة حول ضعف البصر
* يوجد نحو 286 مليون شخص مصاب بضعف البصر على مستوى العالم، ومنهم نحو 39 مليون مصاب بالعمى.
* غالبية المصابين بضعف البصر هم من كبار السن، وغالبا النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال حول العالم.
* 90% من ضعاف البصر من الدول محدودة الدخل.
* تقل نسبة المصابين بالعمى الناتج عن العدوى الجرثومية بشكل كبير، لكن تزداد نسبة ضعف البصر بسبب التقدم في العمر.
* يبقى مرض الساد أو المياه البيضاء هو السبب الرئيسي للإصابة بالعمى على مستوى العالم.
* تصحيح الأخطاء الانكسارية في الرؤية يمكن أن يمنح الشخص المصاب رؤية طبيعية لأكثر من 12 مليون طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 15 عاما.
* يمكن علاج أو الوقاية من نحو 80% من جميع أنواع ضعف البصر الموجودة على مستوى العالم.
* 65% من المصابين بضعف النظر هم فوق سن الخمسين.
* توجد أربعة مستويات للرؤية البصرية:

- الرؤية ا الطبيعية ة، وتكون حدة البصر أكثر من 6/18 - ضعف البصر المعتدل، وتكون حدة البصر من 6/18 - 6/36 - ضعف البصر الحاد، تكون حدة البصر من 6/36 - 3/60 - العمى، وتكون حدة البصر أقل من 3/60
حيث  تتعرض العين للكثير من المشكلات الصحية وتصاب بأمراض متعددة الأسباب. ويعتبر فقدان البصر أسوأ ما يصيب العين، وله أسباب مختلفة، سوف نركز عليها في هذا المقال من حيث طرق الإصابة ووسائل الوقاية والعلاج.
الأسباب العامة التي تؤدي إلى الإصابة بالعمى:

أسباب العمى

* المياه البيضاء أو الساد (إعتام عدسة العين). يحدث هذا المرض في صورة إعتامات وتغير في الحالة الصافية لعدسات العينين، وتزداد هذه الحالة مع التقدم في السن حتى تسد وصول الضوء والصور إلى شبكية العين، وقد يولد بعض الناس بهذا المرض وتسمى مياه بيضاء خلقية، وهي من الحالات الطارئة التي يجب علاجها في أسرع وقت.
وهذا المرض غير مؤلم، وتشمل أعراضه الآتي:
- عدم وضوح الرؤية.
- صعوبة القراءة والكتابة.
- تغيير الألوان.
ويتم علاج المياه البيضاء بعملية جراحية، ومع التطور الطبي  في تقنية إجراء هذه العمليات أصبحت بسيطة وسهلة، حيث يتم إزالة عدسة العين المعتمة، بالأشعة الصوتية. وتتم زراعة عدسة بديلة لعدسة العين  الطبيعية بواسطة جرح بسيط في كثير من الحالات لا يحتاج إلى خياطة.

* مرض اعتلال الشبكية السكري. إن من أكثر العوامل التي تسبب حدوث مرض اعتلال الشبكية السكري طول مدة الإصابة بمرض السكري وعدم التحكم بمستوى السكر في الدم، حيث إن التغيرات في الأوعية الدموية الدقيقة بشبكية العين يمكن أن تسبب الإصابة بالعمى أو بضعف النظر بشكل دائم، حيث تتكون أوعية دموية ضعيفة غير طبعيه على شبكية العين مصاحبة أحيانا لتليفات قد يتعرض بعضها للانفجار يؤدي إلى نزف حاد في السائل الزجاجي، أو تشد سطح الشبكية وتسبب انفصالا في الشبكية يؤدي إلى ضعف الرؤية.

ويتم علاج الحالة باستخدام الكي بالليزر للشبكية لتثبيت النظر ومنع تدهور النظر.

* المياه الزرقاء. تصاب العين بالمياه الزرقاء عندما لا يتم بشكل طبيعي امتصاص السوائل الشفافة التي تفرز بالعين، مما يسبب ضغطا متزايدا داخل العين، وإذا لم يتم التحكم بهذا الضغط ينتج عنه تلف للبناء الرقيق لعصب العين بشكل متزايد ودائم، وتحدث تبعا لذلك النتائج التالية:

- عدم وضوح بالرؤية.
- ضيق مجال الرؤية.
- العمى التام.
- هالات حول الأضواء.
- ضعف الرؤية الجانبية.

في بعض الحالات يشعر المريض بألم شديد نتيجة للضغط المرتفع بشكل سريع وحاد بسبب انسداد قنوات صرف السوائل، ولكن النوع الشائع يكون دون ألم ويحدث من خلاله فقدان تدريجي للرؤية.

أما العلاج فيتم باستخدام الأدوية  الطبية في معظم الحالات. وقد تكون الجراحة ضرورية أحيانا، لكن سرعة اكتشاف الحالة والبدء مبكرا في العلاج المناسب هما من العوامل شديدة الأهمية.
* الضمور البقعي. يظهر الضمور البقعي بالشبكية عادة مع التقدم في العمر، وقد يكون هذا الاضطراب بطيئا أو سريعا. وهناك نوعان من الضمور: الصبغي الجاف، أو النوع  الرطب وفيه تنمو أوعية دموية تحت سطح الشبكية.

ويتم العلاج بـ:
- استخدام العدسات المكبرة يمكن أن يساعد في بعض الحالات الجافة.
- العلاج بحقن مادة مضادة لعوامل نمو الأوعية الدموية داخل السائل الزجاجي، ومن المهم حقن هذه المادة في وقت مبكر من الإصابة.

* وهناك أسباب أخرى مثل الأخطاء الانكسارية غير المصححة بالعين، وهي تشمل أمراضا معينة، منها: قصر النظر - طول النظر - مرض اللانقطية أو الاستجماتزم. وهنا يتم العلاج باستخدام النظارات الطبية  أو العدسات اللاصقة أو عمليات تصحيح النظر بالليزر. فالعين جوهرة وهبت لنا لنرى ونتعرف من خلالها على الحياة

الدكتور اياد الرياحي
استشاري طب وجراحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي


الاثنين، 22 يوليو 2013

الاعتلال الشبكي




الاعتلال الشبكي :
تعتبر الشبكية المكان الوحيد في جسم الإنسان الذي يمكن فيه رؤية الأوعية الدموية الصغيرة رؤية مباشرة. لذا فإنها من الأماكن المهمة التي يمكن الكشف بواسطتها عن العديد من الأمراض كالسكري وضغط الدم وبعض أورام المخ ألخ.

فمرض السكري مثلا: يؤدي إلى تغيرات كثيرة في الشبكية ومنها ظهور شعيرات دموية جديدة،  مختلفة الأحجام وتليفات في الشبكية وفي الجسم الزجاجي وانفصال في الشبكية وضعف شديد في النظر. وكل هذا يؤدي إلى انعدام النظر.

ويمكن علاج هذه الحالة بعلاج مرض السكري نفسه بشكل متواصل وفعال، وبكي الشعيرات الدموية الجديدة بأشعة الليزر لتفادي نزفها، والتقليل من مضاعفات هذا المرض في العين.
ومهما يكن من أمر فإن التغيرات التي تحدث في الشبكية نتيجة هذا المرض لا يمكن إصلاحها ولكن يمكن وقف أو تأخير حدوث مضاعفات جديدة

أما عن ارتفاع ضغط الدم الأساسي: والتهابات الكلى والتسمم الحملي فإنها جميعها تؤثر تأثيرا كبيرا في الشبكية وتظهر الأوعية الدموية هنا دقيقة ومتصلبة مما يؤدي إلى رشح دموي في الشبكية أو انتفاخات أو تلف في أنسجتها.

ان نسداد في الوريد الرئيسي الشبكي: ويكون فقدان النظر مادة مفاجئة ويؤدي إلى نزيف في أكثر أنحاء الشبكية وينتج عن ذلك ارتفاع في ضغط العين المصابة (ماء سوداء) ووجع شديد فيها خاصة بعد 3 أشهر من أصابتها

ويعتبرانسداد الشريان الشبكي الرئيسي: عندما تدخل جلطة (أو سدادة مهما كان نوعها أو مصدرها) الشريان الشبكي الرئيسي للعين فإنها تحرم الأنسجة الشبكية حرمانا تاما من المواد الغذائية والأوكسجين التي يحملهما الدم لها من خلال هذا الشريان، ويؤدي هذا إلى تلف كامل في أنسجة الشبكية، ويمكن أيضا أن يحدث هذا الانسداد الشرياني نتيجة انقباض في الأوعية الدموية التي ضاقط سابقا على أثر تغيرات مختلفة في انسجتها. ويساعد على حدوث هذا الانسداد عوامل كثيرة من أهمها:

-
ضيق في الشريان السباتي الموجود في العنق.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهابات في الأوعية الدموية الصدغية.
- مرض السكري.
- أمراض القلب.
- أمراض تسبب ضيقا في الأوعية الدموية

ومن عوارض هذه الحالة:

-
فقدان النظر المفاجئ الذي لا يصحبه أي ألم أو وجع في العين.
- اتساع في حدقة العين المصابة والتي لا تضيق أو تتحرك حركة ملحوظة عند تسليط الضوء عليها.
وتفقد الشبكية هنا ملامحها الواضحة ولمعانها المألوف. وتبدو اللطخة الصفراء نقطة حمراء ظاهرة في وسط الشبكية الشاحب.

كما تبدو الشرايين ضيقة جدا وفيها نقاط متجمدة متفرقة من الدم الساكن.هذا ويغمر العصب البصري أحيانا، ويبدو شاحبا بعد فترة من وقوع الإصابة.وعلاج هذه الحالة غير ناجح بالنسبة العالية  على الرغم من المحاولات العديدة من مساجات للعين وتمييع الدم بغرض اذابة وتقليص حجم الجلطة أو دفعها نحو شريان أدق.. حتى يقبل تأثيرها على فقدان النظر.

ومن أسباب انسدادات الأوعية الدموية

هناك أسباب داخلية وخارجية. فالأسباب الداخلية هي:

-
سدادة دهنية تخرج من مسامات القلب وحالات كسور العظام.
- سدادة (كلسية) تأتي من الشريان السباتي.
- سدادة ناتجة عن تجلط الأوعية الدموية في حالات ضيق الشريان السباتي، وفي حالات ارتفاع نسبة الكريات الحمراء في الدم.
- سدادات بكتيرية ناتجة عن التهابات عضلات وأغشية القلب
- سدادات من أورام شريانية أو رئوية.
- سدادات سائلة أو غازية تأتي من الرحم في حالات الولادة العسيرة.

أما الأسباب الخارجية فهي:

-
سدادات (فتات) السيليكون .. وتحدث بعد إجراء عمليات جراحية في القلب أو الأنف أو الوجه.
-
سدادات هوائية وزئبقية تحدث في حالات جراحية.
-
سدادات زيتية تحدث في بعض العمليات الجراحية للرحم.
-
سدادات مكونة من مسحوق البودرة تحدث لبعض المدمنين عند حقن أنفسهم بمادة الـ (Methylpharidate).
-
سدادات زجاجية تحدث عند حقن مسحوق زجاجي في الشريان السباتي في محاولة جراحية لغلق بعض التكيسات الشريانية في مقدمة المخ.

-
انسداد في أحد فروع الوريد أو الشريان الشبكي ويؤدي هذا إلى تعتيم جزئي في النظر الجانبي المقابل (والمعاكس) لمكان الانسداد، ويجب في هذه الحالات تحويل المصاب إلى طبيب باطني مختص لإجراء فحوصات دقيقة وموسعة لكي يسهل علاج المسبب لهذه الظواهر المرضية في العين وتفادي حدوث مضاعفاته وهنا يكمل دور الاطباء على اختلاف تخصصاتهم من اجل راحة مرضاهم قبل فوات الاوان .


الدكتور اياد الرياحي
استشاري طب ورجاحة العيون / المدير الطبي لمركز العيون الدولي